المسيرى بين تاروت والنعاثل
قبل 50 عاماً بدأت العلاقة الوطيدة بين الأخوين الملا محمد بن ملا علي المسيري بوجعفر والحاج أحمد حسن المعيوف بوإبراهيم تكبر شيئاً فشيئاً علاقة تخطت الجغرافيا والأسماء إلى المعانقة الروحية فهما جسدا معنى المؤمنون أخوة،، حيث كان اللقاء الأول بينهما في تاروت بالقطيف جاء ذلك عندما سمع بوإبراهيم بزوغ نجم جديد في عالم الخطابة الحسينية من عائلة المسيري ذهب إلى هناك ودعاه للقراءة في الأحساء حيث كان القلة من الخطباء يقرأون هناك مقارنة بالمساحة الجغرافية كان في مقدمتهم ملا طاهر البحراني كشهرة وملا داوود الكعبي والشيخ كاظم الصحاف والشيخ عبدالحميد الجزيري وخطباء البن مطر وملا عبدالوهاب الحمد وملا على السمحان وملا علي الحدب وغيرهم.
مع بدايات عام 1390 هـ تقريباً كانت المحطة الأولى له في الحسينية الهاشمية «المعيوف» بالهفوف النعاثل الشرقي ملك الحضور بصوته الجهوري وسلاسة طرحه للسيرة الحسينية بطريقة جذابة ومبدعه خرج عن المألوف بعذوبة حسه الأدبي ولمساته التصويرية لواقعة كربلاء. من يتعمق في شخصية الملا محمد يجد التواضع والكرم والتعامل الراقي مع الجميع دون استثناء فهو يرى نفسه دائماً خادماً للحسين والحسين لا يريد التكبر كما يقول ويضيف بأن التجارة الوحيدة التي لن تبور هي مع الحسين، أذكر ونحن صغاراً كيف كنا نتسابق على حضور مجلسه بساعة حتى نلاصق منبره الشجي، الكل في حالة استعداد المسجلات القناة الإعلامية الوحيدة في حالة تأهب لبدء التسجيل صوت عجيب يرافق بداية المجلس والأغرب مرور الوقت بسرعة دون ملل استطاع في فترة وجيزة الهيمنة والتأثير مما اضطر للبقاء بشكل شبه رسمي في الأحساء لكثرة الطلب عليه حتى يقول أنه كان يقرأ في اليوم قرابة 10 مجالس وأكثر. ولكن تبقى الحسينية الهاشمية والحيدرية بالكوت هما الأكثر حضورا في الذاكرة المسيرية وهذا يعود للعلاقة والصداقة مع وكيل الحسينية الحاج علي القطان المتوفي 1405 هـ.
ارتبط بالأحساء وأحبها تزوج بنت الشاعر والوجيه الاجتماعي عبد الله المزيدي في عام 1400 هـ وأنجب منها على ومصطفى وحسن ومجتبى ومن الإناث استقلال وكفاح ونور وعلياء وتعتبر الزوجة الثالثة بعد أم جعفر.
من زاوية شخصية عرف عنه سرعة الحفظ والفهم السريع والذكاء الفائق والاكتفاء برؤوس الأقلام عند قراءة الكتب مقارنة ببعض الخطباء الذين يقضون وقتاً طويلاً في الحفظ والمراجعة، عندما يتحدث الجميع ينصت إعجاباً لحديثه فهو القادر على الاسقاطات والجمل الفكاهية ممتع إلى حد السعادة، هكذا يذكر مجموعة ممن خالطوه وعاشوا تلك الفترة بتفاصيلها الدقيقة بمنزل أحمد المعيوف معزّب الملالي كما يطلق عليه أمثال الشيخ أحمد الغراش وأستاذه ملا محسن بن نصر والحاج أحمد العوض السيد عبدالله الحسن وملا عبدالله بن حاجي والحاج عبدالله الناصر ومن جيل الشباب إبراهيم الولد الأكبر للحاج أحمد المعيوف، السيد محمد السويج، حسين الجبر وعبد النبي وعبدالله ومحمد المعيوف، قصة بدأت 1357 وانتهت 1441 هـ رحم الله الفقيد وحشره مع محمد وآله الطيبين الطاهرين.