آخر تحديث: 27 / 12 / 2024م - 1:40 ص

مع الجائحة حذاري أن تكسروا القلوب فالله اعلم بما فيها

مفيدة أحمد اللويف *

هذه الفترة تمر علينا جميعاً أيام صعبة بسبب انتشار مرض Covid-19 بين اهالينا ومن نحبهم، ومايؤثر بنفسياتنا هو عدم قدرتنا على زيارة الأهل بعد الإحترازات اللازمة لمنع انتشار هذا الوباء من حظر التجمعات وحجر المصابين بالفيروس والمخالطين لهم، لقد ضاقت الأنفس أيضاً بسبب كثرة الوفيات الناتجة من Covid-19 وبالرغم من كل هذه الظروف القاسية بدلاً من تكاتف الجميع كمجتمعٍ واعٍ وبدلاً من دعم بعضنا البعض يظل كل شخص ينهش في الآخر دون مراعاة للمشاعر وبالخصوص مايحصل من مشاحنات بسبب رسائل ترسل بالواتس آب، فنحن نرى الكثير من النزاعات في مجموعات الواتس وربما بين اقرب المقربين ماينتج عنه عدم الإحترام للآخرين والأسباب قد تكون جدا تافهة.

لقد تتبعت ذات يوم ماحصل في مجموعة بالواتس حيث كانت هناك رسالة عتاب وتأنيب مرسلة من احدى الأخوات بالمجموعة ضد أخرى والسبب مسابقة صور، وبعد ذلك يدعمها اثنتين أو ثلاثة ضد تلك العضوة ثم يرسلن الأخريات في المجموعة رسائل عتاب تظهر ما بداخلهن من تحامل تجاه العضوة التي أُرسِلت ضدها الرسالة، فتنقسم المجموعة بعدها إلى أحزاب كل حزب ضد الآخر وتتفرع المشكلة من موقف بين اثنتين الى مشكلة كبيرة مانتج عنه سوء فهم بين ستة او أكثر وبالنهاية زعل وخروج الأخوات الستة من المجموعة ولسبب تافه، بعدها بيومين يأتي دوري بنفس تلك المجموعة لأتلقى رسائل هجومية من بعض الأخوات بالموقف السابق بسبب نقاشات ثقافية كنت أطرحها للفائدة بعد سؤال احدهن في المجموعة عن فائدة منتج صحي طُرح مسبقاً فتخرج واحدة منهن من المجموعة بحجة أنني أزعجتها بكثرة النقاشات حيث هي من طرحت ذلك المنتج وكان هدفي هو أن أشاركها الحديث وبعدها ألتمست منها العذر على الخاص بالرغم من انني لم أقترف خطأً في حقها ولكن لابد من تصفية القلوب.

”إنك اكثر شخص ترسل لمجموعتنا في الواتس اب وقد اضطررت يوما بأن أحذف الواتس أب بسبب كثرة رسائلك”هذا ماقاله أحد أعضاء مجموعة واتس اب لشخص آخر ضمن نفس مجموعته مما تسبب في احراج المُرسِل، الشخص المرسِل للرسائل في المجموعة فهم من هذه الرسالة بأنه كان مزعجاً على عكس ماكان يظن بأن رسائله ربما ستفيد احدهم، بالنهاية فقد كان قرار ذلك الشخص المُرسِل هو عدم إرسال أية رسالة لتلك المجموعة أبداً حتى لايتسبب في إزعاج احدهم، لن أكرر وأقول كان يجب على ذلك الشخص وغيره مراعاة المشاعر أو كان يجب عليهم أن يكونوا أكثر لباقة بل سأقول لكل شخص: «عامل الناس كما تحب أن يعاملوك به».

شخصيا أنا لا أقبل على نفسي بأن أكسر خاطر أحدهم لمجرد أنه أرسل رسالة واتس اب بل على العكس فأنا احترم واقدر كل شخص يشاركنا رسائله وأفكاره حتى لو تسبب ذلك بتعبئة ذاكرة جوالي ويكفي عندي اهتمامه بي أوبالمجموعة ولو برسائل مكررة، أعزائي فلنحسن الظن بالآخرين ولنرتقي بأسلوب حديثنا مع الجميع خصوصا في هذه الفترة المرهقة للقلوب فالكلمة الطيبة صدقة وهي التي ستعالج كل أنواع الحقد وسواد القلوب وسوء فهم الآخرين، بنهاية الحديث نصيحتي للجميع تجنب الجدال والتعود على الصمت عند اللزوم ولنتذكر دائما قول الله تعالى: ”وقلن قولاً معروفا”وقول أمير المؤمنين علي :“بلاء الإنسان من اللسان”و قوله :“طعن اللسان أمضى من طعن السنان”.