اليُتم كلمة حساسة جدًا تخفي في طياتها مأساة طويلة، ففي زمن قل فيه الإيثار والمبادرة وجدت أيادٍ معطاءة تُمد ولا تُرد، تهدي ولا تعدي وترمم ما أُفسد بأيدٍ متهاونة.
ففي ظل الجائحة تفاوت مدى ضرر كورونا على شرائح المجتمع فأثره على البعض لم يكن مقتصرًا على عدم الخروج من المنزل فقط بل وصل لحرمان البعض من لقمة عيشهم أيضًا، ولكن لم يزل أصحاب الأيدِ البيضاء كالخيرين من أبناء المجتمع إلى جانب الأطر الخيرية كالجمعيات الخيرية في وطننا المعطاء، لازالوا يكرسون جل اهتمامهم وجهدهم في محاولة رفع العوز عن الضعفاء ومؤازرتهم والوقوف معهم.
ومن بين تلك الأطر الخيرية الفاعلة على هذا الصعيد هي لجنة كافل اليتيم التابعة لجمعية تاروت الخيرية، التي دأبت منذ نشأتها على خدمة الايتام في جزيرتنا الغالية. وللوقوف على بعض أنشطتها خلال أزمة كورونا إليكم نص الحوار الذي تم مع رئيس لجنة كافل اليتيم بجمعية تاروت الخيرية أيوب أبو زيد.
بداية حدثنا عن طبيعة عمل لجنة كافل اليتيم بشكل عام، وأبرز برامجها الحالية؟
لجنة كافل اليتيم تقوم برعاية الأيتام مع والدتهم وتتنوع الرعاية إلى رعاية مادية ومعنوية. ومن جملة البرامج التي تقوم بها اللجنة هي: متابعة الأيتام دراسيا سواء المتفوق منهم أو غير المتفوق على حد سواء.
مع ظهور أول اصابة بجائحة فيروس كورونا في 2 مارس 2020 في المملكة، واتخاذ الكثير من الاجراءات الاحترازية، ماهي أبرز التحديات والعوائق التي واجهت اللجنة اثناء تأدية عملها ونشاطها في هذه الازمة؟
مع ظهور ”جائحة كورونا“ والإجراءات التي اتخذت، حاولنا قدر الامكان التكيف مع الوضع الجديد، فقمنا بتغيير دوامنا لينسجم مع وقت السماح بالتجول والحركة، ومع ذلك تأجلت بعض الخدمات التي كانت يفترض أن تقدم للعوائل من قبلنا كشراء بعض الأجهزة الكهربائية أو صيانتها. وكان هذا واحد من أبزر العوائق أمامنا.
كما تعلمون أن العديد من الشرائح الضعيفة في المجتمع تأثرت بشكل مضاعف في هذه الازمة، فما هو حجم التأثير الذي طال الايتام المستفيدين من خدمات الجمعية؟
لم نلحظ في هذا الظرف، ولله الحمد، أي تأثيرات سلبية طالت الأيتام المكفولين لدى الجمعية في هذه الأزمة.
في الظروف الصعبة عادة ما تكون نفوس أهل الخير مهيأة أكثر للعطاء والبذل ومساعدة المحتاجين، هل لمستم هذا الشعور من أبناء المجتمع، وهل أنتم راضون عنه، وكيف انعكس ذلك، أن وجد، على معنويات الأيتام؟
منذ تأسيس لجنة كافل اليتيم وأهل الخير موجودون معنا. وما شعرنا يوما من الأيام إلا ونحن جميعا يدا واحدة لخدمة هذه الشريحة من أهلنا.
الكثير من الجهات الخيرية وغير الخيرية بدأت تفكر في تصورات ورؤى ومشاريع ما بعد كورونا، فهل فكرتم في مثل هذه الأمور، سواء كان على صعيد تقديم الخدمة للأيتام أو صعيد تطوير عملكم كلجنة مهمة في المجتمع؟
التصورات لما بعد ”كورونا“ أكيد هي من أولويات عملنا في الجمعية الخيرية ككل، وأعتقد أن جميع اللجان المعنية بخدمة المجتمع لديها العديد من الأفكار والتصورات لما بعد جائحة كورونا.
برأيك من خلال إدارتك للجنة كافل اليتيم.. ماذا يحتاج الأيتام بالتحديد غير المعونات المالية طبعا؟
حاجة اليتيم لا تقتصر فقط على المعونة المالية، وإنما تتعدى لأمور أخرى. مثلا يحتاج الأيتام للإرشاد الأسري والمتابعة الدراسية وتشجيعهم وبشكل مستمر على الاهتمام بمستوى التفوق. وهذا ما نحاول فعله على الدوام.
ماهي أبرز الصعوبات والمشاكل والتحديات التي تواجه الايتام باستمرار؟
أبرز الصعوبات التي يواجهها اليتيم هو فقد الأب الذي هو المعيل، لذلك نحاول أن تكون علاقتنا مع اليتيم علاقة ودية وأبوية، أي غير رسمية. لهذا يستطيع اليتيم أن يتصل بي شخصيا ويطلب ما يريد دون أن يشعر بأي حرج.
هل هنالك ثمة مشاريع استثمارية يعود نفعها للأيتام يمكن لرجال الأعمال في المجتمع المحلي القيام بها؟
لدينا مبنى كافل ”1“ وهو مؤلف من عدد من الشقق يسكنه الايتام، ومبنى ثان ”كافل 2“ لازال قيد الإنشاء.
هل ترى قنوات التوصل الاجتماعي وسيلة فعالة لخلق حالة التفاعل الايجابي بين أنشطة الجمعية وبرامجها الداعمة لهذه الفئة والمجتمع المحلي؟
لاشك أن لقنوات التواصل الاجتماعي دور فعال في زمننا الحاضر، وهو وسيلة مهمة وفعالة لخلق التفاعل الإيجابي بين المجتمع والجمعية الخيرية.
قطعا مرت بك وباقي أعضاء اللجنة الكثير من المواقف والأحداث المؤثرة التي قد لا تنسى مع بعض الأيتام وما زالت عالقة في ذاكرتك.. حدثنا عن بعض تلك المواقف؟
لدي الكثير من المواقف المؤثرة منها على سبيل المثال موقفان: أولاهما، لقد كنت اتابع مع أحد الأيتام الصغار منذ كان في المدرسة المتوسطة وحتى تخرج من الجامعة، ومن ثم أصبحنا زميلين ”معلمين في مدرسة واحدة“. والثاني، في إحدى حملات التبرع بالدم اكتشف أن الممرض المسؤول عن سحب الدم هو أحد الأيتام الذي كنت اتابع معه شخصيا، وقد عرفني هو بنفسه بعد أن تغيرت كافة ملامحة الشخصية لطول سنوات الفراق.