ما أثر مسابقة ”تصويت العيدية“ على أطفالنا..
كمستخدم للهاتف الذكي... لابد أن تكون وصلتك رسالة بالتصويت لمن العيدية أو صوت لطفلي ليفوز ب العيدية.. مسابقة انتشرت مع هذا العيد الاستثنائي استمتع بها الكبار وتنافسوا في ما بينهم على حساب الأطفال الذين انكسرت خواطرهم وشعر الخاسرون منهم بأنهم غير محبوبين.
المسابقة التي انتشر الترويج لها خلال أيام العيد عبر رابط يسمى برابط «التصويت على العيدية يقوم فيه الأبناء بدفع مبلغ معين، ومن ثم نشر رابط تصويت بين المعارف والأصدقاء ليفوز الحاصل على أعلى الأصوات، ويأخذ إجمالي المبلغ الذي دفعه إخوته..
تقول أم السادة التي رفضت تسجيل أولادها في هذه المسابقة التي وصفتها ب ”كمية إزعاج“ معللة ذلك بأن رسائل التصويت تصل من الجميع وإلى الجميع حتى ممن لا نعرفهم يطلبون منا التصويت على أمل جمع أكبر عدد والفوز ب العيدية.
وتساءلت عن المردود أو المكسب لهذا الطفل الفائز بأجمل ملابس عيد، منوهة أنها قد ترضي أو تشبع دوافع عند الأمهات.
ورأت أم السادة بأن هذه المسابقة لا تتضمن العدالة أسوة بالمسابقات الأخرى التي يشترك فيها مجموعة من الأطفال وتنتهي بمن يجمع أكثر عدد في التصويت، تشعر الطفل بخيبة أمل وإجحاف في حقه مؤكدة بأن هذه الخسارة لها أثر نفسي سيء.
وشددت على دور الأم في انتقاء ما هو مناسب لطفلها والتفكير في ما ينفعه وينمي قدراته ويطور مهاراته بدلاً من إضاعة وقتها ووقت الآخرين في التصويت.
ورأى المستشار الأسري شفيق آل سيف أن هذه المسابقات التي تعتمد على التصويت لا تحقق هدف التنافس وإنما انكسار لقلب الطفل واعتقاده بأنه غير محبب لدى عائلته لاسيما إذا كانت المنافسة للأطفال من عائلة أو أسرة واحدة.
ودعا آل سيف إلى الاهتمام بالمسابقات التي تعود الأطفال منذ الصغر على التنافس الإيجابية والتي تنمي مهارات الطفل وهوايته مثل قراءة القرآن وقراءة وسرد القصص والأعمال الفنية والرياضة والخط وغيرها، مطالبا بأن يكون معيار الفوز فيها أداء الطفل وجودته.
وأكد على ضرورة توفر الأهداف المعنوية قبل الأهداف المادية في المسابقات مع مراعاة الفئة المستهدفة وقدرات الطفل.
بدوره قال الشيخ أحمد القطري بأنه إذا كانت الهدية التي تخرج بالاقتراع متبرعاً به شخص أو أشخاص غير المتسابقين فهذا ليس فيه شيء .
وأضاف اما إذا كانت من أموال المتسابقين فهي اليانصيب وهي حرام.
من جهته قال الأخصائي النفسي سعيد العبكري إن بعض أولياء الأمور يعدون أبناءهم بهدايا أو جوائز ثم لا يوفون بها أبداً فماذا سيتعلم الأطفال من ذلك..
ورأى أن مسابقات لأجمل طفل أو طفلة ظهرت على الساحة مؤخراً ولقيت تجاوبا كبيرا وللأسف دون تمهل أو بعد نظر.
وتساءل عن الألم النفسي الذي سيحل في نفس من لم يفز مثلاً، منوها إلى نشوء مشاكل نفسية أو اجتماعية لديهم لأن النجاح في هذه المشاركات ليس قائماً على معايير وأسس موضوعية أو مدروسة من مختلف الزوايا.
واقترح إقامة مسابقة أكثر نفعاً وفائدة مثل المسابقات التي تهدف لحفظ سور من القرآن الكريم أو قراءة قصة قصيرة محددة واختيار الأفضل.