آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

من الذاكرة: البرامج الصيفية

رضي منصور العسيف *

قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ سورة التوبة آية 105

في صيف 1418 هـ أسست لجنة الإمام الجواد بالشويكة فكرة «الدروس الصيفية» وهي عبارة عن دروس تعليم الصلاة والقرآن الكريم والعقائد الإسلامية والسلوك والآداب،...

تم الإعلان عن البرنامج بطريقة بسيطة... مجرد ورقة مطبوعة وتم لصقها في المساجد... وتناقل الخبر بين أبناء المنطقة... تم تخصيص أيام للتسجيل... برسوم رمزية 50 ريال فقط... كانت الفئة المستهدفة هي طلاب المرحلة الابتدائية...

لم نكن نتوقع هذا التفاعل الكبير من أبناء المنطقة.... وصلنا للعدد المطلوب ولكن لايزال هناك من يرغب بتسجيل أطفاله... ليس لدينا أماكن للتدريس... وليس لدينا شباب يمارس التدريس...

في كل يوم تأتي مجموعة جديدة من الطلاب... من خارج الشويكة... نعتذر عن قبولهم إلا أن الأهالي كانوا يصرون على قبولهم.... وهكذا كان التفاعل حتى وصل العدد إلى أكثر من 120 طالب...

الآن دعني أحدثكم بشكل مختصر عن بعض النقاط المهمة في البرنامج:

الهدف من البرنامج

عند تأسيس البرنامج الصيفي كانت هناك عدة أهداف، أذكر منها:

1. حماية الأطفال والشباب من آثار الفراغ السلبية واستثمار الاجازة الصيفية بالبرامج المفيدة.

2. بناء شخصية الطفل الدينية أولاً.

3. اكتشاف المواهب التي يتمتع بها منسوبي البرنامج «طلاب ومدرسين» والسعي لتنميتها.

4. إشاعة أجواء من الحركة والفعالية «الدينية والاجتماعية» في المنطقة «الشويكة».

اختبارات وتقييم للطلاب

لم يكن البرنامج مجرد حضور الطالب واستماعه بل حرص الشباب على إدخال عنصر المتابعة والاختبارات والتقييم للطالب بشكل مستمر.

كانت هناك اختبارات أسبوعية، ومتابعة لحضور الطالب والتواصل مع العائلة والسؤال عن سبب الغياب.

وكان للتواصل مع العائلة دوره في اطمئنان العائلة عن جدية وأمانة القائمين على هذا البرنامج.

المسابقات الثقافية الترفيهية

تم تخصيص يوم في الأسبوع لعمل مسابقات ثقافية وترفيهية، كانت إبداعات من شباب الجواد

كانت ساعة من الثقافة والمرح والترفيه...

كما كانت هناك فقرة لإلقاء كلمة توجيهية للطلاب أو أنشودة...

أيضًا كانت هناك مسابقة «ورقية» توزع على الطلاب لمشاركة الأهالي في هذه البرامج وكانت الفكرة مثمرة.

من خلال هذه المسابقات اكتشفنا أن لدينا طلابًا مبدعون، يمتلكون ثقافة ممتازة وتم حث الأهالي على الاهتمام بهم وتوجهيهم لتنمية هذه الثقافة.

كما تم اكتشاف مجموعة من الطلاب لديها ثقة بنفسها وبقدراتها وتم حث الأهالي أيضًا على الاهتمام بهم.

برنامج الرحلات

برسوم رمزية 20 ريال تقريباً، رحلة إلى منتزه الدفي بالجبيل

تم استئجار باصين لهذه الرحلة، مع توفير وجبة الغذاء ووجبة خفيفة والمشروبات «عصيرات، ماء»

وإعداد برنامج رياضي ومسابقات ترفيهية.

مع مراقبة دقيقة لسلوكيات الطلاب والمحافظة على نظافة المكان حيث تم تنظيف منطقة تواجد الطلاب قبل مغادرة المكان «وهذا سلوك نفتخر به».

ومن الأعمال التي كانت مميزة في هذه الرحلة هي توقف جميع الأنشطة الترفيهية في فترة الصلاة... وحرصنا على اداء الصلاة جماعة...

رحلة إلى استراحة وبركة السباحة

كانت مغامرة أن نذهب بهذا الكم الهائل من الأطفال إلى بركة سباحة...

وكنا نؤكد على ضرورة إحضار عوامات السباحة «تيوب» للأطفال وبقية المستلزمات...

كما أن الشباب كانوا في قمة المسئولية...

كانت المراقبة شديدة... هناك من يراقب الأطفال خارج البركة... وهناك من يراقب الأطفال وهم يسبحون...

وبصراحة كنا في قلق طوال الوقت... خوفًا من حدوث أي مكروه...

لم يحدث حادث غرق أو نصف غرق... بسبب مراقبة الشباب وحرصهم على سلامة الأطفال.

حفل الختام شهادات وجوائز

كانت مدة البرنامج 6 أسابيع مليئة بالحيوية والنشاط...

كانت المنطقة تعيش أجواء من الحركة حيث يتنقل الطلاب بين حسينية العسيف وحسينية أم السادة وحسينية بزبوز...

حتى نصل إلى الختام

تحدد ليلة في نهاية البرنامج لتوزيع الشهادات والجوائز على جميع الطلاب دون استثناء ودون أي رسوم إضافية...

وكانت كلمات شكر وتقدير للأهالي على ثقتهم الكبيرة بلجنة الإمام الجواد وشكر وتقدير للمدرسين الذين شاركوا في نجاح البرنامج...

ذكريات أخرى

هذا جزء يسير من تلك الذكريات... وهناك ذكريات ومغامرات جميلة ومفيدة أدعها لوقت آخر...

هل نتوقف

منذ عام 1418 هـ وحتى عام 1440 لم يتوقف البرنامج...

في صيف هذا العام 1441 هـ بسبب جائحة كورونا، توقفت جميع الأنشطة...

وهنا اقترح على الأهالي أن لا يدعو أطفالهم يقضون هذه الإجازة بين أحضان الأجهزة الالكترونية... والسهر السلبي بل عليهم أن يخصصوا لهم البرامج النافعة... ويفتشوا لهم عن الدروات التعليمية المفيدة...

كما أوجه رسالة إلى اللجان التي كانت رائدة في البرامج الصيفية أن تستمر في برامجها بطريقة حديثة وتستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال عمل مجموعات تعليمية على الواتساب، أو برامج الانستغرام أو غيرها...

كاتب وأخصائي تغذية- القطيف