آخر تحديث: 30 / 10 / 2024م - 12:08 ص

قصيدة النثر وجدل المتلقي

عبد الوهاب العريض * صحيفة الشرق السعودية

مازال عديد من المتابعين للحالة الشعرية في الوطن العربي، يعانون من عزلة ربما ذاتها العزلة التي أسست للقطيعة بين الحداثة وما بعدها، فبينما نجد أن الشعر العالمي والعربي منه في بعض المناطق التي تجاوزت هذا الجدل، أصبحت تقدم رؤى مختلفة ومغايرة لما نراه اليوم لمن يثيرون هذا الجدل. كما نجد هذه العزلة تزداد في المناطق «الموزونة» وتنفر بعض النقاد من الإقبال على قصيدة النثر بوصفها حالة شعرية، أو يتم البحث عن تسمية أخرى لها.

في محاضرة الدكتور سعد البازعي التي أقامها في البحرين يوم الأربعاء الماضي تحدث عن العزلة التي تسيطر على كتاب قصيدة النثر، ذاهباً إلى حالات أبعد في الصورة الشعرية التي يقوم الشاعر برسمها محاكياً محيطه ومنعكسة على نصه الشعري. ولكن الحوار الذي يأتي من بعض المتلقين يؤكد على أن «الرسالة» مازالت في أولها عند البعض. هل يصح لنا أن نسمي ما يكتب شعراً أو كلاما منثورا، والسبب هو أن تلك القصيدة لم تمر بأوزان «الفراهيدي»، ويتساءل البازعي دائما أمام مثل هؤلاء، هل كل «نظم»، في حقيقته شعر؟

تلك المفاهيم الشعرية تظل حائرة لدى البعض حينما يغلقون أفقهم في حدود لايتجاوزونها من الوعي الثقافي، ونحن في دائرة بحاجة لزيادة المدارك فيها، لاتوقفها عند بعض الأعمال الشعرية التي أوقفت ساحتنا و«حالنا»، وظللنا بعد ذلك نبحث في حالة تقعيد نقدي للقصيدة الجديدة، وربما حتى لو تم تقعيدها كما حدث في المغرب العربي، ستظل مدارسنا التقليدية مسكونة بفعل الوزن والموزون.

مالم تدخل قصيدة النثر إلى الجامعات والمدارس لتدريسها بوصفها شعرا حديثا، ستظل في جميع هذه المناطق مثار جدل، ويظل المتلقي في حالة من الدهشة، بين ما نستطيع تسميته قصيدة شعرية وبين ما نسميه «شبيه الشعر».