آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

خارطة طريق

حسين الدبيسي

يقال أن تشعل شمعة خير من ان تلعن الظلام. ولكي لا نبدو - كمجتمع - أننا مجرد ظاهرة صوتية فقط، فعلينا ان نبادر من الآن لخلق الأجواء المناسبة لنجعل اعيادنا هذه الشعيرة الإسلامية المباركة مناسبات مثمرة، ونصل بها إلى الغايات السامية والمقاصد النبيلة التي ابتغاها الإسلام منها حين شرعها. كل السجالات التي رافقت عيد الفطر المبارك الأخير هي صوتنا جميعًا سواءً الممتعض منا من الانقسام او المتقبل له. كلنا صرخنا قائلين ان ما حدث لا ينسجم مع آمالنا في العيد وشوقنا إليه. وهذا شيء طبيعي فالنفوس السوية والفطر السليمة تنفر من الانقسام والتشرذم وتسكن وتطمئن إلى التآلف والانسجام.

والوحدة والوئام ولا ترتاح إلى ما يعكر أجواء الإخاء وينغص عليها الفرحة والابتهاج، ويساهم في خلق أجواء التوتر والتنافر. فالكل لديه إحساس ما بالغبن ولا يود ان يتكرر ما حصل في هذا العيد في الأعياد القادمة. والكل يتوق إلى عيد يكون جامعًا للشمل ناشرًا للألفة والمحبة تتجلى فيه روح المجتمع الواحد لا الفئات المتجاورة.

ولكي نحقق هذه الأمنية، فلابد من تغيير العوامل التي افرزت هذه الحال وإلا فهذه الحال ستتكرر ما بقيت الأوضاع كما هي. صحيح ان العامل الرئيس وراء ما حدث هو عامل خارجي وهو تباين المراجع في كيفية ثبوت الهلال، لكن ذالك لا يعفينا من مسؤولية السعي إلى البحث عن مخرج. وهنا أضع بين جميع افراد المجتمع مقترحًا. وهو انه علينا كمجتمع نحن شيعة المملكة ان نتواصل مع المراجع الكرام عبر مجموعة منا تضم أفرادًا من المدينة المنورة افضل الصلاة وازكى السلام على ساكنها ومن الأحساء ومن القطيف. تكون مهمة هذه المجموعة كالتالي:

1 - ان تلتمس من سماحتهم اعلى الله مقامهم بعد أن تنقل إليهم صورة ما حصل وما رافقها من سلبيات وما يتطلع إليه هذا المجتمع العريق شيعة المملكة وهم من لهم السبق في موالاة أهل البيت من الظهور في الأعياد والمناسبات الإسلامية بما يليق بهم وبمكانتهم وتأريخهم، ان تلتمس منهم مخرجًا شرعيًا تجتمع به الكلمة ويكون سبيلًا تحقق به مقاصد الإسلام السامية من الأعياد المباركة. وبه أيضًا توصد الأبواب على من يريد بنا سوءً ويستغل أجواء الانقسام لينال من اواصر الأخوة والالفة بين أبناء المجتمع.

ومما لا شك فيه، حرص المراجع الكرام بما يمثلونه من دور الأب المشفق على ابنائه من حرصهم على ما ينفع المجتمع وما يصرف عنه الأذى والضرر. والفقهاء حفظهم الله لا يعدمون حلًا لقضايا المجتمع ولا تعيهم الحيلة.

2 - إن توفر الحل من قبل المراجع الكرام فبها ونعمت، وإلا فإن المجموعة تستأذن المراجع بان تطلب منهم دعم وتأييد لجنة مشكلة من رجالات مجتمعنا، يوكل إليها من قبل الجميع البت في أمر الأهلة طوال العام لشيعة المملكة. وان المراجع الكرام يوجهون مقلديهم ووكلاءهم من أبناء المملكة في الرجوع إليها في شأن الهلال ولا يخالفونها سواءً كان تثبيتهم للهلال موافقًا لثبوته عند المراجع كلهم او بعضهم او غير موافق للجميع. فتكون هذه اللجنة مرجعية شيعة المملكة في شأن الأهلة. ونحن والحمد لله في بلاد واسعة مما يسهل عملية رصد الأهلة. فإذا كان الهلال موجودًا فمن النادر ان يتعذر رؤيته في جميع أنحاء المملكة. ونحن والحمد لله لدينا الكفاءات والإمكانيات.

فهل نحن كمجتمع قادرون ان نخطو خطوات في طريق الحل وتغيير الأجواء غير الملائمة إلى أجواء اكثر إيجابية. ثقتي في مجتمعي كبيرة.