الشباب... الاستثمار الحقيقي
قال الإمام علي : ﴿شيئان لا يعرف فضلهما إلا من فقدهما: الشباب والعافية﴾ «1».
من الأخبار المبهجة حصول صديقنا العزيز المهندس حسين إبراهيم البحراني على جائزة أفضل بحث دكتوراه في منطقة خليج المكسيك.
صديقي البحراني عرفته منذ صغره بجده واجتهاده وحصوله على المراكز الأولى في جميع المراحل الدراسية.
كما عرفته عن قرب بمشاركته في البرامج الاجتماعية وبصوته الجميل في الإنشاد وقراءة الأدعية.
البحراني هو أحد شباب القطيف الذين نفتخر بهم... فهم سفراء القطيف الذين يمثلون العلم والأخلاق والدين...
ومن هنا أدعو الشباب الأعزاء إلى ضرورة وعي مرحلة الشباب واستثمارها لنيل أعلى الدرجات
إن مرحلة الشباب هي فترة التطلعات والآمال عند الإنسان، فهو في مرحلة الطفولة لم يكتشف ما حوله بعد، ولا يمتلك القدرة النفسية والذهنية للتفكير المستقبلي واستهداف طموحات معينة، فشعوره بذاته يكون في مرحلة بدائية، وتطلعاته بسيطة محدودة.. وكذلك في مرحلة الشيخوخة والكبر حيث تخبو آمال الإنسان وتطلعاته غالبًا، بسبب ما واجهه في حياته من مشاكل وإخفاقات، تجعله أكثر واقعية ورضاً بما هو فيه وأبعد عن الآمال والتخيلات..
أما مرحلة الشباب فهي فترة انبعاث الآمال والتطلعات، حيث تتوهج طموحات الإنسان نحو بناء مستقبله وحياته.، ويفكِّر في تأمين متطلبات معيشته، وتكوين شخصيته وموقعيته في المجتمع «2».
لذا يتوجب على الشباب استثمار هذه المرحلة من خلال:
الشباب هو وقت القدرة على الطاعة، فلا يدع فريضة إلا ويؤديها على أكمل وجه، قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها، وأهرم شبابه في طاعة الله، إلا أعطاه الله أجر أثنين وسبعين صديقاً" «3»
لذا عليك أن تدرب نفسك على الطاعات...
احرص على ممارسة العبادات في وقتها... أكثر من الذهاب للمساجد... اقرأ القرآن والأدعية... صلاة النوافل والمستحبات... هي أعمال عبادية ستكون عوناً لك في المستقبل... ستبني في ذاتك الوراع والتقوى.
قال رسول الله ﷺ: من تعلم في شبابه كان بمنزلة الرسم في الحجر، ومن تعلم وهو كبير كان بمنزلة الكتاب على وجه الماء «4».
ليكن العلم حليفك، ومدارسة العلم هي سمة من سماتك المميزة، فلا تدع يوماً ينقضي دون تفكر وقراءة ومطالعة وبحثاً في مواقع العلم.
كن مجتهدًا في طلب العلم، واحرص أن تكون من المتفوقين في دراستك، واختر أفضل التخصصات، وكن طموحًا لمواصلة الدراسات العليا، ونيل أفضل الشهادات الأكاديمية.
إن العمر الذي يندفع فيه الإنسان باتجاه أداء الأعمال وإنجازها بحماس منقطع النظير إنما يكون في مقتبل العمر أي في مرحلة الشباب.
فيجب أن تستثمر هذه المرحلة في استكشاف هذه الطاقات والمواهب والعمل على استثمار فترة الحماس المتقد، ومن ثم الاستفادة من هذه المرحلة في إنجاز الكثير من الأعمال التي تسهم في بناء مستقبل مشرق.
عن النبي ﷺ: ﴿إن لله ملكاً ينزل كل ليلة فينادي يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا﴾ «5».
عن الإمام علي : ﴿من لم يتعلم في الصغر لم يتقدم في الكبر﴾ «6».
وعنه : ﴿من لم يجهد نفسه في صغره لم ينبل في كبره﴾ «7».
وهي قاعدة سليمة فمن لم يجد ويجتهد في شبابه، ومن لم يفكر في تمهيد طريق النجاح للمستقبل، فإنه سيجد نفسه يعيش مستقبلاً صعبًا.
إن شبابنا اليوم يمتلكون الكثير من الفرص في بناء الذات والتطوير والتعلم ونيل الشهادات في مختلف التخصصات... لذلك عليهم استثمار هذه الظروف في صقل شخصياتهم وتنمية قدراتهم والنظر للمستقبل وفهم متطلباته.