مرسى الروح
كم أهواك أيها البحر حين تمتطي أمواجك مركبٌ يلوحُ بأشرعتهِ جفون الغروب الناعسة كم أعشقُ صوتك وهو يداعبُ نسمات المساء يروقُ لي رؤية حُمرةِ الشمس وهي تغربُ رويداً رويداً لتحتضن طيور النوارس تغزل خيوط النجوم.. لتكتسي من خيوطها دفئاً يضمد بردها. تهمس في أذنيها.. تحكي قِصةً بغيابها.. لتعتزم الرحيل.
أجدُ في غروبكِ. سكنَ الروح.. ضحكة الأطفال.. وابتسامة المحبين.. مصافحة القمر. وغفوة الزهر في انحناءتكِ أرى تواضعاً وفي صمتكِ أجدُ خجلاً.
أيها البحر.. تمتلكُ امتداداً ليس له نهاية.. وصوتا ملهما يسترق له سمعي دون توقف. جمالكَ ساحر.. لكنك مخادع! لديك كبرياء لم أجد له مثيلاً تارةً يميزُ علو أمواجك الشموخ وبعدها تعمهُ لحظات الهدوء
ويستمرُ نغمك يداعب القوارب.