الوالدان أولاً..
العلامة الفارقة للكرماء هي عطاءاتهم لوالديهم فحسب حيين كانا أو ميتين؛ وإلا فالكرم الظاهر زبدٌ في بحر.
الكرماء يبذلون لوالديهما دون سؤال وبرغبة صادقة وسعادة تامة.
حين يبادرك أبواك بالطلب فقد أراقا ماء وجهيهما لك؛ وهذا في حدّ ذاته عقوق أخلاقي.
الكثير منّا يجعل لزوجته وأولاده مصروفا شهريا واجباً ويأنس بأن يهبهم كلَّ مالديه، متغافلًا أو متجاهلا حق الوالدين الأخلاقي في ذلك.
إن لم يكن لوالديك نصيب من عطائك - حتى وإن كانا مقتدرين - فأنت لم تُحسب من الموفقين.
إن توفيقك الجميل هو أن تغرس البسمة على محيّا والديك بابتسامتك وعطائك.
حساباتك الدقيقة جدا والمهملة لواجبك الأخلاقي تجاه والديك ستفسد عليك كل جميل في حياتك.
لم أجد - قط - بارا بوالديه إلا وقد وهبه الله من فنون السعادة والتوفيق والرزق مالا يُحد ولا يُعد، ولم أجد عاقاً إلا وقد حُرِم كل شيء من كل شيء.
عزيزي الأب:
عوّد ابنك على العطاء طفلاً يسعدك شاباً وكهلاً؛ لأن افتقاد الأبناء للتوجيهات التربوية في الطفولة يحرمهم كثيرا من الفضائل في الكبر.
إن تعوّد الطفل على البذل والعطاء يغرس فيه الحب والطهارة والجمال والسعادة فضلًا عن الكرم؛ وعندئذ تكون قد أنشأت جيلًا حاملًا لمكارم الأخلاق.