آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

أشرقوا.. ولكن

موسى الخضراوي

يسعى البعض من عشاق الشهرة ومغرمي الأضواء إلى استغلال بساطة المجتمعات للتسقيط بشرائح فاعلة ومهمة تصفيةً للحسابات أو حقداً وحسدا.

يتحدث هؤلاء النفسيون عن الفئة المستهدفة من تجار، أو مقاولين، أو عقاريين، أو معلمين، أو سواهم بأبجديات تسقيطية مؤلمة وبعبارات خادشة للكرامة وللذوق وللأدب. كما أنهم لا يتورعون عن التعميم الجائر والفاقد للموضوعية في الحكم في أغلب الأحوال.

نحن لا ننزه أحدا عن الخطأ فالعصمة لأهلها فحسب؛ ولكن لا نتفق مع هؤلاء في تعاطيهم للفئات المجتمعية تحت أي مبرر.

إن الإسلام يحب أن تشيع الفضائل والمكارم بين الناس؛ لذلك اعتبر نشر المنكرات أقبح من عملها في بعض الأحيان.

حين تمتلكون أدوات النقد، وتكونون ملمين تماما بحيثيات الأحداث، وبعد استقصاء وتتبع عالجوا المشكلة دون تجريح أو إساءة.

لستم ملائكة ولا من تستهدفون بشياطين. كل المجتمعات لا *تخلو* شرائحها من الأخيار وغير الأخيار فمالكم كيف تحكمون؟!.

كل إنسان مخطئ يمثل نفسه فحسب، ولا يمثل الشريحة التي ينتمي إليها، ولا العائلة التي ينحدر منها.

لا توجد فئة اجتماعية إلا وفيها كل الأطياف من حيث القيم والأخلاق والأنظمة والضوابط والإنسانية.

قد تزيد بعض القيم في شريحة وتقل في أخرى زمنًا ما، وقد تنقص هذه القيم في مجتمع آخر أو زمان آخر.

وعليه؛ كان الأجدر بنا أن نعالج المشاكل الاجتماعية بعيدا عن التشهير والتجريح والإساءة وبما يحفظ كرامة الناس ويعيدهم لجادة الصواب ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.

ولا يفوتني هنا القول بأن هناك طرقا للشهرة وللأضواء تختصر على مريديها المسافات والسنين، ويحبها الله ورسوله والمؤمنون، وواضحة ودقيقة ولا تبني الأمجاد على أشلاء الضحايا، وعاقبتها حسنة على الأفراد والمجتمعات، وبنودها موضوعية بحتة.

عزيزتي «عاشقة الأضواء»...

اعذريني وامنحيني صبرك الجميل ولطفك الأجمل..

إن روجك الأحمر، وكحلتك السائلة، ومكياجك الناعم؛ تكفيكِ لتكوني مشهورة عند البعض دون الحاجة للإساءة لأحد.

عزيزي «مُغرم الشهرة»..

امنحني حلمك وطهرك وجمالك..

إن إضاءة صورتك التي غيرت بها قسمات وجهك، وتنعيم كلماتك، وقليلًا من الأناقة؛ تكفيك لجذب النواعم وبسطاء المجتمع دون المساس بكرامة الناس.

نحن لا نقصد بحال كل رواد الشهرة والأضواء والسوشال ميديا، ولا جلّهم، ولا نصفهم؛ ولكن نعني بعض بعضهم من الذين ينطبق عليهم ما ذكرنا فحسب.

كما أتمنى من بعض رجال المجتمع ونسائه أن يشغلوا عقولهم كاملة في تمييز الحق من الباطل؛ حتى لا يلتبس عليهم السم في العسل، وأن لا يكتفوا بإعمال نصف عقولهم أو أرباعها فيظلِمون ويُظلَمون.