ماذا فَعلتَ يا مستر كورونا «COVID_19»
يقول تعالى في محكم التنزيل: ﴿وَما نُرسِلُ بِالآياتِ إِلّا تَخويفًا﴾. هل نعتبر هذا الزائر الثقيل «تجاوزاً»، أعني COVID - 19، من آياته سبحانه.
بعد أن قامت عدة دول بإغلاق حدودها وفرضت إجراءات الحجر أو العزل المشددة على مواطنيها في منازلهم، ساد صمتٌ وهدوءٌ مطبقان في معظم أرجاء المعمورة. هدير السيارات في الشوارع وصخب الطائرات في السماء، ووقع أقدام الناس على الأرصفة، وغيرها الكثير من الأفعال، كلها تخلق ذبذبات/اهتزازات دقيقة في الأرض.
عالم جيولوجي «Thomas Lecocq» من بلجيكا، مختص برصد هذه الاهتزازات «Seismologist»، قام من منزله في بروكسل في بداية شهر أبريل الماضي وقت الحظر برصد وتحليل هذه الاهتزازات، كما قام غيره من المختصين في دول أخرى مثل سويسرا، أسبانيا، إيطاليا، بريطانيا، الصين، وغيرها. هؤلاء المختصون وجدوا أن نسبة هذه الاهتزازات قلَّت بفعل الحظر والتباعد الاجتماعي بنسبة كبيرة، على سبيل المثال 30 - 50% في بروكسل، وحوالي 80% في نيبال، «صورة أدناه لما حدث في الصين». هي المرة الأولى التي تحدث على نطاق عالمي ما يعطي هؤلاء العلماء فرصة لدراسة هذا الهدوء الكوني وهذه الظاهرة الغير مسبوقة.
المدن التي تَغُصُ بالسياح على مدار السنة مثلاً، تُرى اليوم خالية كمثيلاتها من المدن الأخرى بسبب COVID - 19 والحظر المفروض. شاهدنا على شاشات التلفزة ظهور بعض الدلافين في بعض المناطق السياحية الإيطالية بعد أن خلت من السائحين، تلك الدلافين التي اختفت في البحر بسبب كثرة السياح، وكذا شُوهِدَ حوت في شواطئ مدينة مرسيليا بفرنسا، ووحيد القرن يتجول في مدينة بدولة نيبال. وأشارت تقارير لانخفاض مستوى الاحتباس الحراري، وانخفاض تلوث الهواء بشكل ملحوظ في الهند وغيرها من الدول. وغيرها من الأمثلة الطبيعية الحية التي رُصدت من وقت تفشي هذا الوباء، وكان الإنسانُ سبباً في اختفائها. وكأنما دَبَّت الحياة في أُمّنا الطبيعة من جديد بعدما حُظِرَ على الناس.
كل تلك الآثار التي نراها بأم العين وغيرها، سببها الحظر الذي فرضه ذلك الجُرم المتناهي الصغر ”COVID - 19“ على بني البشر. هل نفترض أن ما أحدثه هذا الفيروس من تغيرات عالمية وكونية هو استجابة الله سبحانه لدعاء مخلوقاته على مخلوق اسمه ”الإنسان“. تلك المخلوقات التي تَأَذَتْ من سيدها الإنسان «المسلم وغيره» وطغيانه في الأرض. هذا الإنسان الذي ﴿كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾، والذي ينبغي له أن يَقفَ وقفات تأملية مع نفسه، ومع ما يحدث من حوله، ومع خالقه لأخذ الدروس والعبر والاستفادة منها. وليعلم هذا الإنسان أنه خُلِقَ ضَعيفًا.
أسئلة كثيرة لاتزال بدون إجابة أو إجابة مفتوحة.