الانتخابات وضياع الديمقراطية
قبل عام ونيف كان الصراع لدى جميع الأندية الأدبية في تشكيل جمعياتها العمومية، وضم أصوات لانعلم كيف تم تجميعها الذي وصل في بعض الأندية 580 عضواً التزموا بدفع رسومهم؟ حضروا في باصات فارهة إلى مواقع الاقتراع، التزموا الجلوس في مقاعدهم وكل واحد منهم حريص على وسيلة الاقتراع وبعضهم كان يعبث في الأزرار ليجرب أين سيقع الاختيار. وتلك القاعات التي غصت بأعضاء لم يسبق لهم معرفة موقع النادي.
مضت الحفلة وكل نادٍ أخذ نصيبه من التغير «الديمقراطي»، وسخر بعضهم قائلاً «علينا أن نؤمن بصناديق الاقتراع»، ولكن أين هي تلك الصناديق من حفلة اليوم الخالية من الاقتراع و«الدسم» والمتبرعين في دفع الرسوم ربما.
هذا ما يطرح تساؤلا مهما بخصوص نجاح تلك الانتخابات وما أوصلت المثقف السعودي إليه، ليس دفاعاً عن المقاطعين، ولا محاربة للمنتخبين ولكن، إذا كانت الثقافة تهمهم، ولذلك حرصوا على المشاركة وتسجيل عضوية جميع من تنطبق عليهم الشروط التي وضعت في ملفات علاقية خضراء، مرفقة بصورة شخصية، جعلتهم أعضاء وأخرجت من حرثوا في حقل الثقافة ولم يهتموا بشكليات العصر «شهادة أو كتاب مطبوع»، فكانوا ضمن اللائحة ليسوا مثقفين؟
ألا يخجل بعض رؤساء الأندية من التصريح في الصحف بأن الأعضاء لايستجيبون لدعواته التي «بح لها صوته»، وهو يطالبهم بالتجديد، ودفع رسوم العضوية، بينما الذين تربعوا على عروش الأندية اليوم نجدهم يبخلون بدفع قيمة العضوية، ولكن لو كانت اللائحة تجبر الأندية التي لم تستطع استدعاء أعضائها للتسجيل، للخضوع لصناديق الاقتراع مرة أخرى، سنجد متبرعاً لتسجيل الأعضاء الذين لايعرفون حتى اليوم موقع باب أنديتهم؟