مرحباً شهر الخير
قبل أن أضع القلم على الورقة بقيت أفكر لحظة ماذا سأكتب هذه السنة في هذه الذكرى السنوية العطرة - حلول شهر الخير - شهر رمضان المبارك بعد أن كتبت فيه الكثير من الكلمات والموضوعات والذكريات، ففكرت بأن أكتب موضوعاً يربط بين الموضوعات السابقة ونقطة جديدة وهي بعض الذكريات الجديدة وقضية الفيروس المستجد ونبدأ المشاركة كما عودناكم بأحاديث وروايات عن المعصومين في الموضوع للتبرك والشواهد وإليك بعضها: -
قال رسول الله «صلوات الله عليه» ﴿خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك﴾ «1».
وقال الإمام الصادق ﴿نوم الصائم عبادة ونَفَسه تسبيح﴾ «2»، وقال الإمام الكاظم في فضل من فطّر صائماً ﴿فطرك أخاك الصائم أفضل من صيامك﴾ «3».
فشهر الخير قد ورد في أحاديث محمد وآله الطاهرين في جوانب عدة من حيث الفضل في صيامه وأحكامه وآداب الصائم ووجوه الصوم وغيرها من الجوانب.
ولذلك كان الاهتمام بالكتابة في هذا الشهر الفضيل وعنه وكما قلنا سابقاً من حيث الذكريات أو الموضوعات أو كلمات من تكلم وكتب فيه وغير ذلك.
فأتذكر كم كانت الأيام جميلة ورائعة في شهر رمضان المبارك في السنوات الماضية أيام الطفولة فكانت تلك الأيام بحسب مستوانا العمري نقضيها في اللعب وغالباً لعب كرة القدم طبعاً قبل أيام «الكمبيوتر والجوال» والألعاب الإلكترونية فنلعب بنظام الأفرقة والدوريات والبطولات.. الخ.
ثم بعد ذلك جاءت أيام متابعة بعض المسلسلات ولاسيما على مائدة الإفطار حيث نتوجه بعدها إلى البرنامج الديني المخصص في كل ليلة لهذا الشهر الكريم.
وكان لنا أحبه نجتمع وإياهم شبه يومي في ليالي الشهر الكريم ولكن فرقنا الزمن فمنهم من رحَلَ ومنهم من غاب ومنهم من ينتظرنا وننتظره.
وكما للقلوب ذكرياتها في هذا الشهر الكريم فالأوراق والأقلام كذلك لها ذكرياتها أيضاً فأول موضوع كتبته عن هذا الشهر الكريم كان بعنوان «شهر رمضان والعطاء الإلهي» وكان ذلك عام 1426 هـ ، حيث تناولت فيه فضل الشهر الكريم وعطاء المولى تعالى في هذا الشهر من الأجر والثواب العظيم للصائمين.
وأتذكر أني كتبت موضوعاً بعنوان «الصوم في كلماتهم» وكان الموضوع يشتمل على أقوال وكلمات بعض الشخصيات الكبيرة في الإسلام في الصوم وفضله وكذلك بعض الشخصيات الأخرى من أطباء مختصين يتناولون فائدة الصوم من ناحية طبية.
وأخيراً موضوع «ذكرياتهم في شهر الصوم» وتمت كتابة هذا المقال في عام 1438 هـ ، وقد دونت فيه ذكريات بعض الكتّاب الاحسائيين في هذا الشهر الفضيل.
ومع الذكريات وبزوغ هذا الشهر الكريم ولأول مرة تمر علينا «بحسب السنوات التي قضيتها من عمري» هذه الجائحة «جائحة فيروس كورونا المستجد» والذي أطل علينا هذا الفيروس وهذا الوباء بقرن المرض وتدمير الاقتصاد وشلل الحياة وحظر التجوال والركون في البيوت والعقود في المنازل وعدم الاجتماع والمصافحة وأبعد الناس عن أهاليهم ومحبيهم.
والله تعالى أعلم بالمصلحة من المفسدة من وراء هذا الوباء حيث بدأت هذه الجائحة من ووهان الصينية في ديسمبر الماضي وانتقلت العدوى من هناك لتعم العالم بأسره والتي تسببت إلى الآن في إصابة أكثر من 2,785,000 مصاباً، ووفاة أكثر من 000,195ألف نسمة.
ولأول مرة سنصوم هذا الشهر الكريم في مثل هذه الأوضاع وسيمر علينا الشهر ونحن في المنازل وربما هذه فرصة للتقرب إلى المولى الكريم أكثر في هذا الشهر الفضيل وربّ ضارة نافعة.
نسأل المولى تبارك وتعالى أن يفرج عن المؤمنين وعن العالم أجمع في القريب العاجل وأن يعم الخير والشفاء والعافية وأن يرفع البلاء وأن تعود الذكريات الجميلة في شهر رمضان وفي غيره من الشهور أنه لما يشاء قدير.