مع شخصيات الفكر والأدب - الأستاذة رباب النمر «5»
«مع شخصيات الفكر والأدب» والشاعرة الاستاذة رباب حسين النمر حيثُ ستكون لمحور الشعر ورأيها في المبادرة وأخيراً همسة نسائية
إحدى القصائد تملكت شعوري واحتدمت بالداخل، لم أستجب لنداء «حان وقت الغداء» لعلمي بأن حالتي الفسيولوجية إن تغيرت فيسشغلني ذلك عن المتابعة، ويسبب التشتت، وضياع الدفقة الشعورية، لذلك آثرت تحمل الجوع، والصيام عن الطعام ريثما تكتمل القصيدة، واستمر المخاض الكتابي حتى صلاة المغرب، حينها أنهيت صيامي، بعد أن استعدت لحظات الجوع التي غلبتها حالة التوجه والتماهي مع الأوزان والمعاني والقوافي.
قصيدة أخرى تملكتني، كنت أتحرك بجسدي كرجل آلي، وألبي متطلبات الأولاد، لكن الموضوع الشعري كان قد تملك كافة الحواس، خرجت معهم، واتخذت ركنا قصيا لإكمال ممارسة النزف، نزفت ونزفت ونزفت حتى اكتمل النص. فكانت أجمل فرحة بميلاد ابن جديد، فكل نص هو ابن من أبنائي أذوب في حبه إخلاصا حتى أحسن تشكيله.
عبأتُ من عطشِ الحسينِ دواتي
وترقرقت من نحرِه كلماتي
لما ارتقت سُغْبُ الوحوشِ بنعلِها
أمَّ الكتابِ ومحكمَ الآياتِ
وسكبتُ مصرعَه الحزينَ بمقلتي
دمعا يؤرقني لحين مماتي
فامتد عامٌ ألف ُ عامٍ من شجى
يبدي العويلَ ويثمرُ الحسراتِ
يتلو على ثغرِ الزمانِ مواجعاً
خُطَّت على الأشلاءِ بالويلاتِ
واصطك سمعي بالدِّماءِ وقد هوى
جسدا تُرضِّضُه خيولُ عداةِ
وأذا قماطٌ للرضيع يَبُلُّهُ
سهمُ المنونِ بوافرِ القُبُلاتِ
عز النصيرُ فليس مرءٌ في الورى
إلا الرضيعَ معفرَ القَسَمَاتِ
يفديه مرتعشاً ففاضت نفسُه
طيرا يحلقُ في سماءِ فراتِ
فأنار وجهَ الليلِ رأسٌ نابتٌ
في الرمحِ بالتقديسِ
والسُّبُحَات
وتناثر التسبيحُ في فلواتِها
جثثاً تقاذفُها رياحُ شَتَاتِ
كم كوكباً طمس الظلامُ شعاعَهُ
فأحالهُ خسفاً بليل آتي
وأتى عليه السيف ُ شمسا بالوغى
كُسِفَت، يُجللُها رسوخُ ثباتِ
رعبُ اليتامى في الفيافي صرخةُ
و الحقدُ نارٌ شبَّ بالخيماتِ
خطَّ الحسينُ مدادَه في كربلا
ءَ دماً ينيرُ الكونَ بالبركاتِ
وبنى بأشلاءِ الضحايا قبةَ الإ
صلاحِ جيلا بعد جيلٍ آتي
وتلوح ( لا أشرا ولا بطرا) إذا
ذُكِرَ الحسينُ تحفُّهُ صلواتي
أحيا بثورته العقول فكم له
من عبرة في أنة العبرات
عبأتُ من عطشِ الحسينِ دواتي وترقرقت من نحرِه كلماتي لما ارتقت سُغْبُ الوحوشِ بنعلِها أمَّ الكتابِ ومحكمَ الآياتِ وسكبتُ مصرعَه الحزينَ بمقلتي دمعا يؤرقني لحين مماتي فامتد عامٌ ألف ُ عامٍ من شجى يبدي العويلَ ويثمرُ الحسراتِ يتلو على ثغرِ الزمانِ مواجعاً خُطَّت على الأشلاءِ بالويلاتِ واصطك سمعي بالدِّماءِ وقد هوى جسدا تُرضِّضُه خيولُ عداةِ وأذا قماطٌ للرضيع يَبُلُّهُ سهمُ المنونِ بوافرِ القُبُلاتِ عز النصيرُ فليس مرءٌ في الورى إلا الرضيعَ معفرَ القَسَمَاتِ يفديه مرتعشاً ففاضت نفسُه طيرا يحلقُ في سماءِ فراتِ فأنار وجهَ الليلِ رأسٌ نابتٌ في الرمحِ بالتقديسِ والسُّبُحَات وتناثر التسبيحُ في فلواتِها جثثاً تقاذفُها رياحُ شَتَاتِ كم كوكباً طمس الظلامُ شعاعَهُ فأحالهُ خسفاً بليل آتي وأتى عليه السيف ُ شمسا بالوغى كُسِفَت، يُجللُها رسوخُ ثباتِ رعبُ اليتامى في الفيافي صرخةُ والحقدُ نارٌ شبَّ بالخيماتِ خطَّ الحسينُ مدادَه في كربلاءَ دماً ينيرُ الكونَ بالبركاتِ وبنى بأشلاءِ الضحايا قبةَ الإ صلاحِ جيلا بعد جيلٍ آتي وتلوح ( لا أشرا ولا بطرا) إذا ذُكِرَ الحسينُ تحفُّهُ صلواتي أحيا بثورته العقول فكم له من عبرة في أنة العبرات
- تخيل أنك تسير في الشارع، ويداعب أسماعك صوت إذاعي من المدرسة القريبة، صوت ينطلق بكلمات أنت قائلها، وألحان قد اجتهدت في ترتيبها لقوافيك، هذا ما حدث معي في إحدى الصباحات، سمعت كلماتي وألحاني تتلى من مكبر صوت الإذاعة المدرسية وأنا أسير في الشارع، واتضح أن إحدى القريبات رشحتها لتلك الإذاعة، ثم تحولت فيما بعد لـ «أوبريت الحلم المدرسي» الذي أنشده شباب العائلة في أحد احتفالات التفوق العلمي.
- وثمة قصيدة تذكرني بطفولتهم كتبتها وأنا أهز مهده تحت جنح الظلام، والعتمة تلف الكون، والناس نيام، وليس في ذلك الليل إلا هو وصوت بكائه الناعم، وأنا والقوافي تتراقص من حولي «صوتك العذب».
في سكونٍ الليلٍ كالحلمٍ أتاني … صوتُكَ العذبُ يُناجي خَــفَــقَــاني ..
ثُمَّ موســــيقاهُ رنَّت في فؤادي .. عندليباً طَــــرَّز الصمتَ أَغَـــــــــاني ..
احتضِنِّـــي في حَــنَــانٍ أيُّـــا العــصـ ( م ) ـفورُ وانثُر في خَـلايَايَ الأمَــاني
يا صغيري وبكاءٌ لامَـــــس الإحــ
ـساسَ منِّي .. ونداءٌ قد رَوَانـــــــي
وَ سَــقَــاني نشوةَ الأُمِّ غَـــرَامــاً ..
جوعُكَ الغافي على مَـــرِّ الثَّـــــواني ..
يا رضيـــــعاً بَثَّ في دُنيـــايًَ سِـــحراً ..
وعبيراً مخملـــياَ فاحـــتًوًانــي
ثغرُك البســـامُ يَا نَـــفحَـــة روحـــي ..
كُلَّمًا نَاغَيتَ يــحلـــو لافتتانــي .
وابتسامُ يمًلأ البيتُ ســــــروراً ..
كُلما قهقهتَ ناياً أقـــــحوانــــــــي ..
واختصرتَ الكون في عينيكَ لمَّــا ..
راقني التجوال في رمشي حناني ..
لستُ أُعطيك سوى الروُّحِ كتذكـ (م ) ـــارٍ وقلباَ ذابَ حُباُ فــــكوانــــــي ..
- القصائد معين لا ينضب، وبحر زاخر يتجدد، ومن أجملها معارضة لنص جبران خليل جبران «أعطني الناي»، وأوبريت «قصتي ونجاحي» الذي لحنه مسلم المسلم، وأداه شباب العائلة:
البرعم عبد العزيز علي، والشباب: محمد رضا منير، وعبدالله محمد، ومصطفى أحمد، وقدموه في حفل التفوق العائلي بعيد الفطر المبارك1440 هـ ،
فكان عملا يستحق الاحترام (من أين أبدأ قصتي؟ ونجاحي؟
صرحٌ بناه تفوّقي وكفاحي.
مذ كنتُ تلميذا يوضيء فجرهُ
بالجدِّ كي يحظى بنيلِ فلاحِ)
- كثير من الكلمات ألقيت على المنصات، وعلى المنابر في محافل رسمية واجتماعية، وكثير منها نشرت في صفحات ورقية، وإلكترونية، وكثير منها لم تُنشر وبقيت بيني وبين الرفيقات وأصحاب الشأن، وسيضمها بمشيئة الله «شهقة الفردوس» بعد انتهاء أزمة كورونا.
أحببت المساجلات وتفاعلت معها، أذكر منها أبياتي حول موقد الشاي «المخدّر»..
كتبت عن هذه المساجلة صحيفة بشائر الإلكترونية ما يلي:
لايختلف أثنان على ما ل“الشاي”من شعبية عالمية، وخصوصاً في المجتمعات الخليجية، حتى أصبح جزء لا يتجزأ من ثقافتهم، فتناوله الناس في صفحاتهم الفنية من مصورين وشعراء، ومما قيل عنه.. ما كتبته الشاعرة رباب النمر:
أيُّ سحرٍ أنت تسحر؟
أيها الشايُ المُخدّر ؟
في زجاجٍ عبقريٍّ
وكؤوسٍ مثل مرمر
ساخناً، عذباً، لذيذاً
تخلبُ القلبَ وتأسِر
فيطيشُ اللبُّ لمَّا
فوقَ جمرٍ تتصدّر
في نخيل الروحِ تشدو
بلبلاً، زهراً مُعطَّر
يا جمالاً يوسفيّاً
والشّذى منك تَقَطّر
حولك الآمال ُ تصحو
والأحاديث ُ تَجمهَر
وارتشافُ الشِّعرِ يحلو
وحكاياتٌ تُثرثِر
فامنحِ العُشّاقَ حُباً
سرمديّ الروحِ مُزهِر
وتفاعل الشاعر ناجي الحرز فكتب:
كم سقى روحًـا فأروى
وجدَها الغافي فأسكَـــر
فتغنّـتْ بنشيـــــدٍ
حـالم الشّدوِ مُعطر
فحسِبنا كل بيــتٍ
مُترفٍ قطعةَ سكّر
فردت الشاعرة رباب النمر:
أيها الشاعر شكراً
حرفك المعجون عنبر
حَلَّ في الآفاق نوراً
وعلى السطرِ تَبَخْتَر
وكفاهُ الشاي فخراً
عاشقٌ، عذبٌ، مُفكِّر
وكتب الشاعر عادل الحسين معقباً:
إنه سحر مسحر
هكذا الشاي المعطر
في غوار راقصات
وأباريق تخدر
يا لها من فاتنات
حار عقلي وتفكر
لا مثيلا لشراب
سره فيما تصدر
طعمه شيء رهيب
أذهب العقل وأسكر
- وعلى صفحات تويتر كانت ثمة مساجلة لطيفة دارت رحاها بين طرفين: أحدهما الشاعر المتألق جاسم محمد عساكر، والآخر رباب النمر
قال الشاعر عساكر:
على (الريجيمِ) أعلنتُ انقلابي
فليسَ على المُجوّعِ، من عتابِ
ومائدةُ الطعامِ، إذا دَعَتْني
فليسَ سِوى لهيئتِها انتِسابي
يعزُّ عليّ إذْ يعلو نداءٌ
لبطني، أن يظلّ بلا جوابِ
فهل لي أن أرى (المنديَّ)..تأتي
روائحُهُ، وأبقى في صوابي؟
وأن ترنو الكنافةُ لي ابتهاجاً
فأرمقُها بنظْراتِ اكتئابِ؟
وألعنَ كعكةً في الصحنِ لكن
يسيلُ على مفاتنِها لُعابي؟
و(أمّ عليٍّ) انتظرتْ وصالاً
ولم تُشغلْ بتعديلِ الحجابِ؟
وأعظمُ منهُ، أن أمضي بجوعي
فأدعو من صحبتُ، على حسابي
فيدفع لي من السلطاتِ صحناً
ويفجُرُ، في العرائسِ والكبابِ
ومالي إن دعيتُ، إلى غداءٍ
لذيذٍ، أن أجامل أو أحابي؟
فكم فكرتُ في تطنيشِ بطني
فكانتْ (كبسةٌ) فصلَ الخطابِ
وكم طبقٍ من الحلوى، غنيٍّ
خلوتُ بهِ – تراني – أم خلا بي؟!
يطالعُني، وأرمقُهُ فنبكي
مخافةَ ما يحلُّ منَ العقابِ
فإن أقدمتُ، حالفني عذابي
وإن أحجمتُ حالفني عذابي
فجاء ردي على الأبيات بأبيات:
ستعلن حربها منك الكروشُ
و تُبنى في ثناياك العروشُ
فحصّن بالرجيم بناء نفس
ولا يغريك (وردٌ) أو مروشُ
وقلل يا رعاك الله زيتاً
إذا يطغى: تكاثرت النعوشُ
وكان رد عساكر:
أنا والجوعُ والرغباتُ، ماذا
على ظبيٍ، تحاصرُهُ الوحوشُ؟
أحاولُ أنْ أُمارسَ أكلَ خسٍّ
فينتصرُ المموّشُ والجريشُ
ومالي رغبةٌ في العيشِ إلاّ
على ما كانَ ذو كرشٍ يعيشُ
وما تبني النحافةُ أيّ جاهٍ
فإنّ الجاهَ، تصنعُهُ الكروشُ
إذا لاحَ الوجيهُ بغيرِ كرشٍ
فما زانتْ بجلستهِ العروشُ!!
ورددت:.
إذا انتصر المُمَوَّشُ و الجريشُ
ستعثي فيك للضغط الجيوشُ
وتُقلقُ نبضَك (المضبوطَ) قسرا ..
وتدعو (سُكراً) كيما يجيشُ ..
فدع عنك الدهون وكن شباباً ..
طوال الدهرِ (صَحِّيّاً) يعيشُ …
رد عساكر:
وحقّكِ يا (ربابُ) وما يجيشُ
بصدري، حينَ أحلامي تطيشُ
لقد أسْفَرتِ بالآراءِ، حتّى
زها وجهٌ لها فينا بشوشُ
فحسبي منكِ أن أسديتِ نُصحاً
له في الروحِ -من ذهبٍ- نقوشُ
سأبدأُ رحلةَ التنحيفِ حتّى
لَيَغبطَ خفّتي في الأفقِ ريشُ
وأحمي مِعْدَتي دوْماً بكفّي
كمَا تحمي نواظريَ، الرُّموشُ
فرددت :
عهدتك شاعرا عذبَ القوافي
رشيقَ اللفظِ ، ملمحُهُ بشوشُ
تُرقِّص بين زنديكَ المعاني
وسهمُ السحرِ عندك ، لا يطيشُ
و في شُرُفاتِ وردِك أيُّ نورٍ
تهاوى عند خافِقِه العروشُ
وليست في العذوبةِ أيُّ نفس ٍ
ترهَّلُ في حواشيها الكروشُ
فنعنش بالعصيرِ تكن أميرا
ولا يغريك (عيشٌ) أو جريشُ
– وعلى صفحات الفيس بوك كانت ثمة مساجلة، طرفاها:
الأستاذ عبدالله الرستم،
ورباب النمر،
كتبت رباب النمر (صبيٌ رائق).
أجنّني هذا الصّبي
وليس عندي مهربُ
في الليلِ يبكي دائما ً
وفي الضحى يُخرّبُ
يحوسُ في مطبخنا
أغراضنا (يُكَبِّبُ)
بوقتِ طبخي خلتُهُ
مِنّي حناناً يطلب ُ
يحضنُ ساقيَّ على الـ
أقدامِ رِجلٌ تضربُ
ملعقةٌ تجوسُ في
طعامِنا والمشرب ُ
يُلقي بقايا أكلِهِ
بمشربي فأغضبُ
لا وجبةً هنيئةً
أو شربةٌ لي تعذُبُ
إن شاهدَ الحاسوبَ في
حجري بدا ينتحب ُ
أو يأتني مداهناً
أزرارَهُ يجرّبُ
أصابعٌ صغيرةٌ
في شاشتي تَلَاعَبُ
وإن رآني لكتا..
بٍ في يدي أداعبُ
يجلسُ في أحشائهِ
أوراقَهُ يُقلِّبُ
يخطفُ منّي قلماً
مُجنّحا فيكتبُ
هذا حبيبي فلذتي
أفعالَهُ ما أطيبُ
قد منحَ البيت دلاَ…
…لاً حينما يُشاغِبُ
وامتلأ القلبُ بحبٍّ
لعليٍّ يُطرِبُ
وحبُّهُ أجنّني..
كالسلسبيلِ أعذبُ
لا خير في منازلٍ
ليس بها مشاغب ُ
وجاء رد الرستم:
قصيدةٌ جميلة ٌ
ليس لها مُعرّبُ
حيثُ أعادَت نشوتي
في غفوة و أطربُ
فعندنا ما عندكم
طفلٌ يحبُّ يلعبُ
فإنه مخرّبٌ
لكنّه محبّبُ
يلهو معي في يقظتي
وللريالِ يطلبُ
مزعجةٌ أحوالُهُ
فيضربُ وأضرُبُ
يكسر كأساً دائماً
بحجّةٍ فأغضبُ
فتارةً مُهدّداً
وتارةً أُطبطِبُ
حتى غدوتُ مُتعباً
وقلبيَ مُعذّبُ
أولادنا أكبادنا
نحبّهم إن شاغبوا
وجاء ردي:
الشكر في حضرتكم
رسولنا المُعقِّبُ
صبيُّنا، صبيُّكُم
كلاهما يُعذِّبُ
يفتنُّ في إزعاجِنا
أفكارُنا يُشقلبُ
وذا عليُّ نجلُنا
مُحيِّرٌ ومتعِبُ
يشدُّ شعري ضاحكاً
يجرُّني، أُعصّبُ
وإن أرى التلفاز في
وقت ِ فراغي يشغَبُ
يعبثُ في أزرارهِ
يطفئُهُ ويهرُبُ
يثيرُهُ الماءُ فيغـ..
..دو عالِما يُجرِّبُ
فتارةً يسكُبُهُ..
ملابسا يُرطِّبُ
وتارةً ذراعُه
تسبح ُ فيه قاربُ
وكلما أبصر كأسا
في الجوارِ يسكُبُ
أو شربةً بـ(مَمّةٍ)
يدفقها و يحلُبُ
وردّ الرستم:.
شكراً لكم جيراننا
فإنني مرحّبُ
فكلنا في خندقٍ
والصبرُ منا واجبُ
فالطفل ُ دوما يشتقي
والفعلُ منه غالبُ
واللعبُ دوما شغلُه
لأنه ملاعبُ
أذهانهم صغيرةٌ
كأنها العقاربُ
وفرحةُ الأطفال ِفي
حياتنا رغائبُ
فهذه حياتهم
دوما لهم مقالِبُ
ويلٌ لطفلٍ صامتٍ
ويلٌ لطفلٍ يلعبُ
فليلعبوا وليضربوا
فالصمتُ فيهم سالِبُ
وليلةُ الأمس ِ غدت
إني عليهم مُغضِبُ
حيث ُ غدا تلفازُكم
صوتا رخيما يُلهِبُ
أيقظني من رقدتي
ومنّي نوما سلبوا
من غرفةٍ لغرفةٍ
ومني دوما يهرُبُ
فإنني مسامحٌ
لفعلهم إن شاغبوا
فهاهمُ أطفالُنا
نحبُّهم إن خاطبوا
والعذرُ دوماً منكمُ
إن كان لفظي مرعبُ
فعندنا ما عندكم
والقولُ دوما أعجب ُ
فعقّبوا وعقّبوا
فإنني معقّبُ
-وثمة معارضة أخرى حول فلسطين مع الشاعر اليمني زين الضبيبي.
كيف يمكن للمرأة رغم مشاغليها البيتية أن تكون شاعرة وكاتبة وناشطة وتحوز الدرجات العلمية؟ الوقت هو الحياة، كلما أحسننا استغلاله، عاد علينا بالنفع، وقوة الإرادة هي الدينيمو الذي يدفع البشر لإحراز التقدم والإنجاز، و«كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته» الرعية أمانة في رقبة الإنسان، والمسؤوليات تشده وتستغرقه، وتستهلكه، المجتمع من حولنا أيضا لهم علينا حق المسؤولية، والمشاركة، والمبادرة بالخير، ولن نستطيع أن نكون لبنة فاعلة في المجتمع ما لم نطور أنفسنا، ونشحذ هممنا، ومغبون من تساوى يومه وغده، والقراءة غذاء العقل والروح، ومنبع ثري ومتدفق لتغذية مساحاتنا المعرفية، ولربطنا بالعالم من حولنا، وهي نافذة متسعة الآفاق ازدادت اتساعا مع تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي وثورة الميديا، لن تقول امرأة بعد ذلك شغلتني مسؤوليات البيت والأولاد، نستطيع اقتناص دقائق الوقت إذا عزمنا، إن لم نستطع التصفح استطعنا السماع للبث المباشر، أو قنوات اليوتيوب أثناء غسل الأواني، وغسل الملابس، والكي، والترتيب.
ربة المنزل تستطيع أن تكون أما وأكاديمية عندما تقوّي عزيمة الإرادة وتقبل التحدي والضغوطات التي قد تتعرض لها، وتجد من يعينها، ولكنها ستضيف إليها تقدما بالتأكيد، وإحراز أهداف سامية تستحق التضحيات، وتستحق التقليل من أوقات الترفيه، وأوقات الجلسات الاجتماعية الرتيبة. والسير للعلى بحد ذاته سمو للنفس وتشذيب للروح.