أين ذهب الحب
إن اول المشاعر التي يتعلم الطفل احتوائها وتلقيها هي الحب كما نرى ان في تلك الانفاس الأولى التي تتبعها الصرخات الاستهلالية المبشرة بقدومه للعالم مستقبلا الطاقات الكونية فتبتسم له امه دامعة فتندس فيه موجات حبٍ عارمة.
الحب طاقة كونية عظيمة موجودة في كل شيء نستطعمه في لقيمات طعامٍ طهيت بيديها، نسمعه في تهويدات نومها ونشعر به اثناء تسليم هدية ذكرى ميلاده، نراه مبعثراً بين ألوان لوحاتٍ رسمت بأيدٍ حالمة.
الحب عادة جميلة انشغل عنها الاغلب انتقاصاً لأهميتها وأُفرط في ترسيخها بين اطاراتهم النمطية بسبب انعدام الوعي لأهمية الحب في حياتنا، فالحب يولد السلام، يولد التعاون والسعادة، الاحترام والراحة النفسية، كل شيء يستقبل الحب حتى النباتات حيث اجريت تجربة علمية على نبتتين وضعوا في ظروف بيئية متماثلة من حيث الرعاية لكن النبتة الأولى كانت تتعرض لكلمات رقيقة عن مدى جمالها وروعتها وسرعة نموها في حال ان الأخرى كانت تتعرض للشتم يومياً، اتضح بعد مرور الأيام موت تلك النبتة التي تعرضت للشتم وازدهرت النبتة التي تعرضت للحب والاهتمام، فإذا كان للكلمات تأثير على النبتة فما بالنا بالعقل البشري وكيف يستقبلها؟
الحب مادة دسمة انشغل بها الفلاسفة والعلماء والشعراء على نحو أجيال ولم يستطيعوا تفسيرها وما لم افهمه حتى الان أنهم لم يستطيعوا الاكتفاء بتبادل الحب بكل اريحيةٍ فيما بينهم بل عملوا على تعقيده ووضعوا له معايرا تختلف في شدتها!؟
إن الحب من الأشياء البسيطة التي لا تتطلب التعمق فيها لان ذلك يؤدي الى تشويهها فقد شوهوا صورة الحب حتى أصبحنا لا ندرك مدى احتياجنا له في مجتمعاتنا وأوطاننا.