هل يستفيد المجتمع من الاستثناء؟
أن شاء الله تزول هذه الغمة عن الأمة والكل متفائل بأنها فترة زمنية قصيرة ستزول ونقول قصيرة مقارنة بعمر الإنسان.
نعيش فترة استثناء وعادة في زمن الاستثناء ترى ما لا تراه في الحالات الطبيعية التي أعتادتها النفس ومشى عليها المرء طوال سنوات عمره بدون فترة زمنية استثنائية يمتحن فيها كافة البشر والدول، الاستثناء تبرز فيه بعض السلبيات التي لم نتوقعها كأفراد ومجتمع، الاستثناء تتضمن حالات الطوارئ التي ينبغي للمجتمع أن يعتبرها مطبات وعوائق حياتية تقتضي التوقف فيها والمراجعة الذاتية والعائلية والاجتماعية وتحديات للتغلب عليها وتجاوزها بسلام وأمان.
لا نقصد الاستثناء بقاء الحال لكن الاستثناء مثل حالات الأمراض الجسدية التي تصيب الإنسان، الحمدلله في أزمة كورونا مهما كانت صعوبتها واستثنائها يبقى من يعيشها أقل تأثيرا في سلبياتها ومخاوفها مع من عاش بدون هذه المميزات والتسهيلات والخصائص التي توفرها الدول من مستشفيات ومراكز رعاية صحية وارشادية وتوجيهية وإدارة شئون المرافق العامة، الإدارة والنظام المؤسساتي الذي طوره الإنسان سهل شئون الحياة، كذلك التقنيات وأدوات الاتصال التقنية التي ابتكرها الإنسان ووظفها في خدمة المجتمع بشئون الصحة والتعليم والتحسين في جودة الحياة تجعل من إنسان اليوم أفضل من حياة من عاصروا قبل مئات السنيين المجاعة والفقر والأمراض ووبائيات تنتشر وسط الناس بدون حيلة أو أدوات تعالج هذه الأمراض والأزمات.
ما نقصد بالاستثتاء حالة المراجعة الذاتية والعائلية والاجتماعية في ظل مبالغات كثيرة بالطعام وبوسائل الترفيه والمناسبات العائلية والاجتماعية وبالشئون الاقتصادية، لا أحد يقول أن كل ما عمله وسلكه المجتمع قبل أزمة كوفيد - 19 خطأ، لكن مثل الشركات والمؤسسات ليس كل ما يدور في إداراتها اخطاء ومع هذا كل سنة تراجع إيجابيات وسلبيات الإدارة محاسبيا وماليا ونقاط القوة والضعف في ادائها التنظيمي والتوجيهي والرقابي.
فترة الأستثناء هي مراجعة قسرية شاملة، تجبر كل الأفراد والأسر والمجتمع بمحطات متعددة، المراجعة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاخلاقية، الكل مطالب بهذا التوقف والمحاسبة.
كل الشركات والمنشآت بدول العالم مهما كان انتشارها وقوتها الإنتاجية والاقتصادية التي تنتج وتقدم خدماتها ما وراء البحار أعادت صياغة إدارتها وبقيت طريقة الزمن الاستثنائي في اعتباراتها بل طبق استرتيجيا في الأداء الوظيفي والمهني والأنتاجي وكانت بمثابة نقاط التحول الناجحة طويلة الأجل.
المنظمات والمؤسسات تجعل من الاستثناء منهج مسيرة وليس معالجة مؤقتة لمشاكلها الإدارية، الأغلب من المنظمات تحولت جذريا في أساليب إدارتها وطرق إنتاجها من خلال زمن الاستثناء واعتبرته الشركات العملاقة محطة الانطلاق الجديد برداء جديد رغم أنها برزت في ظروف اقتصادية قاسية، كذلك العوائل والمجتمعات ينبغي أن تسلك هذا الطريق في زمن الاستثتاء، مراجعة اقتصادية واجتماعية وثقافية وسلوكية.
مما يساعد في هذه المراجعات الضرورية وجود التقنية وأدوات الاتصال التكنولوجي التي تسهل التحول في التفكير من خلال معرفة تجارب العوائل والمجتمعات الأخرى واتباع ما هو إيجابي وملائم لظروف مجتمعاتنا، واستثمار هذه التقنيات في التحول بأمور حياة الأفراد والمجتمع.