العمل التطوعي في مواجهة الكورونا
يعد النشاط التطوعي رافدا مهما في العمل المجتمعي المدني لمواجهة الكوارث والمخاطر التي تتعرض لها المجتمعات البشرية بين الحين والآخر. وهناك اتفاق عالمي كبير على ان فيروس الكورونا المستجدة جائحة كبير ة تهدد البشرية في سلامتها، تستوجب حشد كل القوى والقدرات الرسمية والأهلية لمواجهتها والكفاح لدحرها. وذاك يشمل عمل المتطوعين الراغبين بالاشتراك في هذا العمل الإنساني الكبير.
وبالأمس شكر وزير الصحة معالي الدكتور توفيق الربيعة آلاف المتطوعين الذين سجلوا اسمائهم في منصة التطوع الصحي للمشاركة في تقديم الخدمات الصحية المباشرة وغير المباشرة، لمواجهة فيروس كورونا المستجد. وهي خطوة مهمة واستباقية في حشد كل الطاقات للمواجهة الحالية والمستقبلية لهذه الجائحة.
ان تأطير عمل هؤلاء المتطوعين قانونيا واتاحة الفرصة لمن يرغب منهم بتأسيس كيانا خاصا بهم، سيدفع بقوى جديدة ذات قدرات ومواهب متعددة، للانضمام معهم، مما سيتيح تكون جيشا من المتطوعين المتحمسين لمواجهة هذا الوباء اللعين.
إن مواجهته لاتقتصر فقط على الأعمال الصحية، رغم الأولوية لذلك، بل تشمل أيضا تثقيف أعضاء المجتمع بخطورة هذا المرض، وكيفية تفادي العدوى منه وعدم السماح له بالتمدد.
ومع تزايد عدد المصابين بالكوفيد - 19 ”الذين نتمنى لهم الشفاء عاجلًا وليس آجلًا“، بات من الضروري ان يتعرف المجتمع كيف اصيبوا هؤلاء بالعدوى؟.
إن نشر الوقائع والحقائق عن كيفية انتقال الفيروس لهم سيساعد المجتمع في التعرف على الممارسات الخاطئة التي افضت لهذا الوضع الصعب. كما ان نقل تجارب المتعافين والمعاناة التي مروا بها للرأي العام سيدعم من التزام المجتمع باجراءات الحذر والتقيد بمتطلبات الوقاية.
وهنا يأتي دور المجهود التثقيفي والإعلامي في رفع مستوى الوعي لدى كافة فئات المجتمع كسلاح إضافي في الحد من تمدد هذا الوباء وتكوينه بؤر جديدة ترهق المنظومة الصحية وقد تسبب في تشتيت قدراتها وإضعافها.
إن الاستعانة بالمتطوعين - محترفين أو هواة - من ذوي الخلفيات الثقافية والإعلامية في القيام بهذه المهمة، وترك المجال لإطلاق مبادراتهم الهادفة لمحاربة هذا الوباء اللعين، بالتعاون والتكاتف مع الجهات الرسمية والتنظيمات التعاونية الأخرى، سيشكل اضافة هامة في تدعيم وتعزيز قوانا الذاتية، فجميعنا يخوض هذه الحرب، التي بعونه تعالى سنحقق النصر فيها.