بحيرة أسّماك
بحيرة أسّماك والصّياد فاتحَا باعهُ، أًغْلقت جميع المنافذ التي تسّمح للأسّماكِ بالسّباحةِ ذهَابًا وإيَابًا «هو» ظَلْ يتحرك في محيط البحيرة كثرة الأعداد وتزاحمت، بدايةً أخذ يراقب تلك الأعداد يرمقها من بعيدٍ فيلاحظ العشّوائية في الحركة ويسّمع الضّوضاء تعج بالمكان، كلًا يريد أن يتخذ موضعًا آمنًا يحميه مما يوجد فِي خارج البحيرة.
المحيط غير آمن بسبب وجود كائنات مخربة تهدم مقومات الحياة وتضعف القدرة على البقاء وتشل عضلات الرّئة وتفقد القدرة على التّنفس، كان هذا هو الحال فِي الأيامِ الأولى اسّتنكار ورفض بالإضافةِ إلى التّمردِ وعدم الاسّتجابة مما يعني لاوجود للمسؤوليةِ أمام هذا العارض المفاجئ، مع وضوح المشّهد وتزايد الأعداد التّي تنفق وتفشّي المرض وانْتشار العدوى فِي المحيط الكبير، ويضرب الله الأمثال للناس قال تعالى ﴿وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ «35» سورة النور.
هدأت الأصوات وعمّ السّكون بدأت الاحترازات تأخذ مجْراها للسّيطرةِ على الأنْتشارِ وجُمدت كافة الأنْشطة، إِلا مِنْ بَعْضِ الجّهات التّي وقع عليها الجهد الأكبر واتخذت مواقعها كالمرابطين فِي سُوحِ القتال فِي الجّبهةِ والدّفاع ضد الهجوم الشّرس الذّي اجتاح المحيط؛ بدافع الإنسانية أولًا والواجب المهني والمواطنة.
ثانيًا فهم حائط الصّد حيث بدأت أيام الحجر والعزل تحولت جميع النّشاطات اليومية إلكْترونيًا وعن بعْدٍ، من أجلَ سير عجلة العمل في كثيرِ من المواقعٍ، بل أن كُل نشاطاتنا وفعالياتنا بما فيها الواجبات أَصْبحت تدار من خلالِ لوحةِ المفاتيح كوننا فِي حالة طوارئ، «إن شاء الله مُؤقته».
مثل يُقال أكل ومرعى وقلة صنعة، هنا أرجو عدم الفهم الخاطئ، وإنما تم الاستدلال بالمثل لكونه ذريعة اتخذها الصّيادون ممن ينتهزون الفرص واستغلال المواقف الصّعبة لصالحهم لتنفيذ مخططاتهم وبث سمومهم، وإيجاد منافذ للدخول إلى الأفكار والقناعات، الفراغ، الألواح الإلكترونية بشتى أنواعها، مواقع التّواصل المختلفة أدوات ممتازة جدًا وسبيل سهل للوصولِ بدون عناء.
هؤلاء الصّيادون لهم منورات محبُوكة في نَشْر الشّائعات والأفكار التّي تهدف إلى الفتنة وتحٌريك المياه الرّاكدة، كذلك تَعْمل على تشْويش الأفكار ببعض المعتقدات فهذا يَحْدثُ على مستوى العالم ككل كون هذه العاصفةِ البيُولوجية تعْصفُ بالكرةِ الأرضية وطالت الكثير من دولِ العالمِ، لهم نشاطاتهم المُتنوعة، بين الرأس مالية والفلسفية والدّينية وغيرها ممن ظهر على الشّبكةِ العنكبوتيةِ هم يُصرحون ويفْتون.
العالم يتلقى هذه البرقيات وهُناك من يَقْرأ وينفذها وهُناك من يُعيد الارسال بدون تفكير في كل الحالات هُناك نشْر وتداول للبرقيات، كُورونا هي بداية ولادة العَصْر الذهبي لهؤلاء هل سيستمر؟
بأيدينا نُنْهي هذا العَصْر قَبْل ولادتهُ، ونَخْرج من الأزمةِ وأيام خليك في البيت بالوعي وتحمل المسؤولية بكل قوة وعزيمة «من أجل نحْنُ نَبْقى نَحْن» وللإنسانية جمعاء، ولنصيب أجرين أَجْر البلاء الذّي هو في ظاهرهِ بلاء وفي باطنهِ نعمة ورحمة وأجر الصّبر على المصيبةِ.