التدابير الوقائية.. وجائحة كورونا
التدابير الوقائية عبارة عن مجموعة من الإجراءات تقتضيها مصلحة المجتمع في مكافحة الأمراض أو الأزمات المختلفة، وتتسم بطابع الإجبار والقسر، فهي تُثبت على من ثَبت أنه مصدر للخطر على المجتمع أو احتمالية وقوعه، فلا يُترك لك حرية الاختيار، وهي تهدف لحماية المجتمعات من الظواهر الإجرامية والجائحات الصحية وغيرها، وتُعد من الوسائل الناجعة للحفاظ على الأمن الاجتماعي، فهي ليست عقوبة يجب إيقاعها على الشخص أو المجتمع إنما يراد بها مواجهة ما قد يصدر من الشخص أو المجتمعات من خطر مستقبلي.
ومن المعروف أن التدابير الوقائية تحرص كثيراً على حماية الحريات الفردية المجتمعية العامة، فجميع التدابير لا مفر للمجتمع من اتخاذها لأنها الوسيلة الوحيدة لوقايته من الخطورة المرتقبة، وهي بذلك تعمل على دمج فئتين مهمتين، الفئة المحافظة الملتزمة بالتدابير والفئة الغير ملتزمة، أو ما يمكن أن نطلق عليه عديمي المسؤولية، فمن هنا تتجلى أهمية التدابير الوقائية والتي يجب الاعتناء بها حتى تتحقق الأهداف المرجوة منها.
هو منهج علمي قديم اشار إليه الفلاسفة الإغريق كوقاية احترازية بوجه خاص، حينما قرر بأن الهدف منها ليس العقاب فحسب، إنما وقاية المجتمع من ارتكاب الأخطاء في المستقبل، كما يراها آخرون أن التدابير الوقائية نبعت من الفكر الروماني، ودليلهم على ذلك أنه عندما سأل البريتور الإمبراطور مارك أوريل، ماذا نفعل في شخص قتل أمه وهو في حالة جنون؟ أجابه الإمبراطور قائلاً ”إذا تأكدت أن أليو قد قتل أمه في حالة جنون فعلي مستمر، فلا سبيل إلى تطبق العقوبة لأن الجنون في حد ذاته عقوبة له، ومع ذلك يجب مراقبته بحرص وحذر“.
إن الإجراءات الحكومية السريعة الاستباقية بأجهزتها الرائدة، واهتمامهم الرائع وتلمسهم لاحتياجات المواطنين والمقيمين بهذه الأزمة وغيرها من الأزمات، حال بلا شك من تفاقم وانتشار الجاحة ”كورونا“، كما هدفت كذلك للتخفيف من الضغط على الخدمات الصحية والتي كان لها الدور البارز في التصدي لهذا المرض، إلا أن نجاح هذه الخطة منوط باستجابة المواطنين والمقيمين، حيث لاقى ذلك تجاوباً سريعاً من باب المسؤولية الوطنية والاجتماعية وذلك بإتباع الإرشادات الصحية والتعليمات الوقائية وأخذ المعلومة من مصدرها وتجنب الشائعات لعدم بث الذعر في المجتمع.
ولسلامة الجميع اتخذت الدولة مجموعة من الإجراءات الاحترازية لذلك ولسلامة الجميع، فٌكلنا مسؤول عن وطننا وأمنه، بتباع الإرشادات الصحية للسلامة، وللعمل لنشر الوعي بين الجميع، وهنا لا يسعنا إلا أن نقدم شكرنا وامتناننا وحبنا الكبير لمقام والد الجميع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لهذا الحرص الدائم والمتابعة المستمرة وتوجيهاتهم السديدة للحد من انتشار هذا الوباء والجائحة العالمية.