عذراً روما كل الطرق لن تصل إليك!
بعد أن كانت أخبار الفنانين والممثلين والرياضيين تملأ الدنيا، وهُمّشت أخبار الطبقة المتعلمة من أطباء ومهندسين واقتصاديين، يطلُّ علينا كورونا ليقول لنا: إنّ العلم وما يقدمه العلماء هو من سيحميكم لا أبطال المسلسلات.
خط الحماية الأول هو الإنسان بإيمانه المطلق بخالقه تعالى.
إنّ الحياة لا تخلو من مكابدة وعناء وهي بلا شك مرحلة وستزول بفضل الله ورحمته.
الإنسان جسد وروح وكلاهما له مطالب، فالدعاء والإيمان كلمات جميلة يجب أن لا نغفلها في أي محنة؛ ولكن الاكتفاء بها دون الأسباب الأرضية مصيبة أكبر من المحنة نفسها لذلك كان الأخذ بأسباب الشفاء والوقاية من الأمراض سبيل المؤمن.
اجعل مع الدعاء قطراناً كما قيل. لسنا بحاجة للمعلومة بقدر مانحتاج لليقين والإيمان حين يعجز الإنسان.
عذراً روما؛ كل الطرق لن تصل إليك، عذراً روما نتمنى لك الشفاء من كورونا؛ ولكن لم تعد كل الطرق تؤدي إليك.
بل كل الطرق اليوم تؤدي إلى الله؛ لأنه وحده قادر أن يكشف هذا البلاء.
كنت أتمنى يوماً أن أزورك وأن تلمس مياهك جسدي. ولكن أرجو أن لا يبطش بك الكورونا كالامبراطور نيرون الذي أحرق شوارعك
اليوم تأتينا التقارير نسبة وفاة عالية من الكورونا في روما. اليوم في روما لم يعد روميو يسهر مع جولييت ويروي لها الحكايا.
اليوم لم يعد الحديث فيك عن دافينشي وغاليليو وفاراداي؛ عن البيتزا والباستا والقهوة الإيطالية.
لم يعد الحديث عن فينيسيا تلك المدينة الجميلة العائمة فوق الأرض؛ عن برجك المائل وقلعتك الرومانية.
اليوم لم يعد مهماً معرفة أخبار الدوري الإيطالي. اليوم الحديث في روما عن الكورونا؛ الكورونا وحسب.
لذلك لم تعد كل الطرق تؤدي إلى روما.