«كورونا» والمواطنة
لعل الحدث الأبرز في الوقت الحاضر في الساحة العالمية هو فيروس كورونا ومدى انتشاره الرهيب، حيث تعدى الحواجز الجغرافية معلنًا حالة التأهب الشديد في كثير من الدول.
وبالتالي تبقى المسألة متعلقة بالفرد قبل الدولة، حيث قامت الدولة مشكورة بالغفران لكل من قدم نفسه من تلك الدول الموبوءة للكشف والعلاج للمبكر.
الخوف هنا يقتل البعض كونه تجاوز الخطوط الحمراء بالسفر دون تصريح، المهم هنا الآن السرعة للإفصاح عبر الجهة المسؤولة وهي وزارة الصحة وكلنا أمل بالشفاء العاجل للجميع، فهذا الابتلاء من الله تعالى لعباده ما هو إلا اختبار ومحنة وستزول، جهود الدول ملموسة ومحسوسة بالإجراءات الوقائية الأخيرة من تعليق الدراسة وإلغاء الاحتفالات والمناسبات التي تكتظ بالتجمعات.
لهذا على المجتمع أن يدرك أهمية الوعي الصحي باتباع الإرشادات والتعليمات أول بأول، فنحن نمر بمنعطف شديد - والحمد الله - هناك استجابة واسعة النطاق على مستوى السعودية بالوعي الإعلامي المتمثل في التعاون مع وزارة الصحة.
متمنين ومتعاطفين مع المصابين القادمين من إيران والعراق، وقد برز ذلك من خلال «هشتاق كورونا بالسعودية» لنشاهد الكلمات الجميلة من قبل المواطنين بالتكاتف مع بعضنا البعض بعيدًا عن الطائفية البغيضة، فكلنا في الأول والأخير جسد واحد يعيش حلاوة العيش ومرارته فوق هذه الأرض الطيبة وتحت قيادة الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان.
الكلمات الطائفية التي ظهرت في «تويتر» تشكك في ولاء البعض وتطعن في شرفهم ما هي إلا خنجر مسموم من أعداء البلد.
نعم نتفق على وجود خطأ قانوني الغاية منه مرتبط بالعقيدة الدينية أي المزارات لا شيء آخر ولو تبين غير ذلك، فعلى المسؤولين تطبيق أقسى العقوبات، لا مزايدة على المواطنة، فالخيانة ليست مرتبطة أساسًا بدين ومذهب وقبيلة يجب ألا ننجر إلى مستنقع الاتهامات والدخول في النوايا.
جميل الحذر من هذا الفيروس، ولكن لسنا مع ما يطرح في «الواتس آب» من التهويل الذي يزرع في نفوس الناس حالة من القلق تجعلهم في حزن شديد، فالتفاؤل وبث روح الفرح في المجتمع والأسرة ما هو إلا البداية لنهايته في القريب العاجل إن شاء الله.