الوظائف العليا للمرأة.. لماذا؟
لقد عبرنا على 8 مارس «اليوم العالمي للمرأة» وعليه يجدر بالمرأة التوقف حول أحد المفاهيم المعنية بها والإفصاح عنها، وبعيدًا عن كل أنواع المطالبات النسوية وددت التوقف عند نقطة بذاتها، لمنحها مزيدًا من الضوء، لماذا المطالبة بمناصب وظيفية عليا للمرأة؟ لماذا لا تكتفي براتب أو رُتبة أو منصب وظيفي أو دور قيادي أقل؟ وبالمجمل لماذا لا تقبل أن تكون إنسانًا من الدرجة الثانية في كل الأحوال؟.
ليس الأمر كما يظن الكثير من الناس من أنه مطلبٌ نديٌ غير واعٍ، بل قد يكون في غاية التركيز والمسؤولية، لقد عملت في إحدى الشركات الخاصة، وشهدت بنفسي على أحد الأقسام التي كانت للموظفين الذكور وتم تأنيثها ببعض الموظفات، إنما مازالت تضم دورة مياه واحدة! لم يكن الوضع مريحًا لكلا الجنسين، ولم يتغير شيء! حتى رأست القسم امرأة، تم بناء دورة مياه للسيدات وتخصيص غرفة استراحة للموظفات فقط.
ولمزيدٍ من التوسع، إن توظيف مواطن - من أبناء المنطقة - في المجلس البلدي للمنطقة نفسها سيحمل مردودًا أفضل من استيراد عضو من منطقة أخرى، فاستشعاره لاحتياجات الأهالي وأولويات المشروعات في خطة العمل الجديدة سيكون أعلى، ومن أرض الحدث، ما يرفع احتمالية انعكاس الأثر الإيجابي على كامل المنطقة.
نعود إلى احتياجات المرأة، كثيرًا ما استقبلت في مكتبي سيدات برفقة أطفالهن الرضع، تسألن عن غرفة خاصة للرضاعة منعزلة عن صالات الانتظار العامة لكلا الجنسين، ومن الطبيعي أن يكون وقع هذا الطلب متفاوتًا على المسؤول لو أنه رجل، أو امرأة عزباء، أو متزوجة لم تنجب بعد، أو أُم عاشت هذا الاحتياج يومًا ما.
عندما سُئلت ليما غبوي الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2011: كيف يمكن مساعدة النساء اللاتي عشن الأهوال والاغتصاب الجماعي خلال الحروب؟ أجابت: «المزيد من النساء في السلطة».
هذا ما يجدر بالعالم فهمه، فبالرغم من كل التخويف وتصوير المطالبات النسائية بالمطالبات المُفسدة للطبيعة الأنثوية والقيم، إلا أن هناك جانبًا أهم وفجوات أحق بأن تُردم، ولن يحدث هذا إلا بتولية المرأة الكفؤة منصبًا يليق بها وبدورها الكبير في التغيير والإصلاح والتقدم.