الأخطر من كورونا
قال تعالى : ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً «19»﴾ الهلع هو الخوف الشديد.
شغل فيروس كورونا الرأي العام في جميع أنحاء العالم فيما تم الاهتمام في تداعياته الجسدية وأعراضه وآثاره وطرق الوقاية من حد انتشاره في المجتمعات، ولا شك أن التثقيف والوعي النفسي لا يقل عنه من أهمية.
وتزيد الأهمية عند المصابين بفيروس كورونا أو من المحتمل إصابتهم بالمرض.
يلعب الجانب النفسي دور أخطر من المرض بذاته، خصوصا عن المتوهمين بإصابتهم، أو من أصابه هلع العدوى.
وتزداد احتمالية المرض النفسي لما تداولته الأخبار العالمية، من أن منظمة الصحة العالمية اعتبرت فيروس كورونا حالة طارئة شاملة في الصحة العامة، وبالتالي إن التعريف عن المرض كوباء بهذا الشكل يزيد من المخاوف.
ناهيك عن كثرة تداول الشائعات والفيديوات والأخبار حول فيروس كورونا تسببت بزيادة هواجس الناس حول هذا الموضوع.
وهنا اصبح المجتمع في حالة قلق نفسي قاتل، بسبب التهويل والاشاعات، ومن المعروف بأن القلق والخوف والوهم يأثران سلباً على صحة الانسان نفسيا وجسديا، وهما اشد فتكا وضراوة من هذا الفيروس او الوباء نفسة، وكم من مريض تشافى بفضل عمق إيمانه بالله، وكم من سليم قتله الخوف والوهم .
وكما هو معروف بأن الخوف يؤثر على الصحة الجسدية للفرد، ممّا يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة لديه ويمكن أن يُسبب تلف القلب والأوعية الدموية، ومشاكل الجهاز الهضمي مثل القرحة ومتلازمة القولون العصبي، ويمكن أن يؤدي إلى تسارع الشيخوخة، وقد يصل في بعض الحالات إلى الإصابة بالجلطات وبالتالي الموت المبكر.
وتحضرني قصة الدكتور بورهيف وتدور احداثها كالتالي:
أجلس الدكتور «بورهيف» أحد المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام، وأتفق معه على أن يتمَّ إعدامه بتصفية دمه بحجة دراسة التغيرات التي يمر بها الجسم أثناء تلك الحال.
ثم ركّب خرطومين رفيعين على جسده بدءًا من قلبه انتهاء عند مرفقيه، وضخَّ فيهما ماءً دافئًا بنفس درجة حرارة الجسم يقطر عند مرفقيه، ووضع دلوين أسفل يديه وعلى بُعد مناسب، حتى تسقط فيهما قطرات الماء من الخرطومين وتُصدر صوتًا يُشبه سقوط الدم المسال، وكأنَّه خرج من قلبه مارًّا بشرايينه في يديه ساقطًا منهما في الدلوين.
وبدأ تجربته متظاهرًا بقطع شرايين يد المجرم ليصفِّي دمه وينفذ حكم الإعدام كما هو الاتفاق؛ بعد عدة دقائق لاحظ الباحثون شحوبًا واصفرارًا يعتري كلَّ جسم المحكوم بالإعدام، فقاموا ليتفحصوه عن قرب، وعندما كشفوا وجهه فوجئوا جميعًا بأنَّه قد #مات!!!
مات بسبب خياله المتقن صوتًا وصورة دون أن يفقد قطرة دم واحدة!!! والأدهى أنَّه مات في الوقت نفسه الذي يستغرقه الدم ليتساقط من الجسم ويسبِّب الموت!، مما يعني أنَّ العقل يعطي أوامر لكل أعضاء الجسم بالتوقف عن العمل استجابةً للخيال المتقن كما يستجيب للحقيقة تمامًا!!
لذلك انتبه جيًدا للأفكار السلبية التي يتم ضخها إلى عقلك سواء بواسطتك او بواسطة أشخاص آخرون يودون إحباطك، فهذه الأفكار إن لم تكن حقيقية وكانت «خيالًا» فإنك إن صدقتها وتأثرت بها ستتحول إلى حقيقة وستحطم مستقبلك بالكامل!
الرسائل الدماغية سواء الإيجابية أو السلبية تحدد نهج حياتنا التي نعيشها.
فحاول قدر المستطاع ان تكون رسائلك الدماغية إيجابية.. كن دائما حيويا مبتهجا أبيا على حوادث الحياة.
فلابد من التوعية النفسية وهدوء النفس والطمانية والتوكل على الله في جميع الاحوال ، والالتزام بما هو مطلوب من احترازت صحية ووقائية.
يعتبر الوعي ضرورياً في هذه الحالة للتعاطي مع الأمور بحكمة وبالطريقة الصحيحة المطلوبة.
وبالنسبة إلى الاشخاص الذين ثمة خطر أو احتمال بإصابتهم بالفيروس لسبب أو لآخر من المهم أن يتقيدوا بتعليمات العزل للحد من انتشار الفيروس وانتقال العدوى إلى الآخرين. فلكل منا دور في المجتمع يمكن أن يلعبه للوقاية من المرض والحد من انتشاره.