آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

انطباعية الجمال والمرأة

رجاء البوعلي * صحيفة الرأي السعودي

لفترة ليست بالبعيدة ظل التناسق الجسدي للمرأة معيارًا لجمالها وحظوة اختيارها في عيون الرجال والنساء، تقول سيدة: لقد اختار ابني زوجة سمراء بينما بشرته بيضاء متوردة، كما أنها أقل جمالًا منه! كلما نظرت لوجهها قلت في نفسي: يا ولدي لماذا قلبك وقع على هذه الفتاة؟ إلا أني أراه سعيدًا جدًا بها.

فماذا لو حدث العكس؟ عندما نفكر في بعض المفارقات الانطباعية التي غذتها الثقافة العامة، يأخذنا الفضول لفهم أسباب هذا الواقع الذي نعيشه وربما نشارك فيه.

تقول شيرل ساندبيرج، مديرة العمليات في «فيس بوك»: إن الرسائل الثقافية في هذا الأمر واضحة، فقد طرحت شركة جيمبوري ذات مرة ملابس للأطفال مكتوب عليها «ذكي مثل بابا» للبنين و«جميلة مثل ماما» للفتيات، فهل هذه مصادفة أم مجرد دعاية عشوائية أم ماذا؟.

ربما نلحظ الفارق في الاختيار عندما يكون القرار في يد الأهل الذين يجتهدون في البحث عن زوجة لابنهم تكون معاييرها Full options بينما تنخفض المزايا عندما يختار الشاب لنفسه، وربما تختلف المعايير كليًا.

فكما نشهده من واقعنا اليومي بأن كثيرًا من طلبة الطب يرغبون في زوجات يدرسن الطب البشري أو أي تخصصات طبية لا تقل مسمياتها مستقبلًا عن طبيبة! أما جمال الشكل فيقبل بعضهم بمستوى متوسط أو أقل باعتبار أن العين تعتاد على الأشياء، ولكنها لن تعتاد على مستوى مادي منخفض أو أسلوب تفكير مختلف! يبدو أن الأجيال تستحدث معايير جذبها من صناعتها الذاتية ووفقًا لتجاربها ومشاهداتها.

يقول أحد الشباب: إن كان الجسد فقط فهذه مصيبة لأن الأجساد في حالة انتعاش دؤوب يوميًا، كم جسد جميل تلتقيه في العمل، الأماكن العامة، وكذلك السفر! لكن الأجيال السابقة ومنهم الأهل لم يدركوا بعد أن الجمال مُتغير في عين الإنسان، وأن هناك اعتبارات أخرى بإمكانها أسر قلب الرجل.

ويقول نزار قباني في أحد لقاءاته: بعد أن كنت في العشرينات كالحامل للكاميرا لأصور النساء، الشقراء، السمراء، الطويلة، القصيرة، صرت الآن أُعمل عقلي قليلًا، فأصبحت المرأة بالنسبة لي حوارًا ثقافيًا، حوارًا سياسيًا، فكيف اختلف معيار الجمال والجاذبية؟.