آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

ذبح المواشي المريضة في المسالخ.. إجراء صحيح أم ظاهرة خطيرة؟

إبراهيم البحراني *

تظهر لنا بين الفينة والأخرى عبر قنوات التواصل الاجتماعي والفيديوهات والصور أو عبر الشكاوى لكثير من المواطنين يناشدون الجهات المختصة بعدم بذبح المواشي المريضة داخل المسالخ! ظناً منهم أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وفي اعتقادهم - حسب حسهم الرقيق - أنها خطيرة وتنقل الأمراض فيناشدون المسؤولين بمنع ذبح هذه المواشي المريضة حرصًا منه على سلامة أسرهم وعوائلهم.

ولكن ما لا يعرفه بعض المواطنين أن ضرورة ذبح المواشي المريضة داخل المسالخ له أهمية كبرى في سلامتهم وسلامة عوائلهم.

وقد تتساءل لماذا علينا ذبح هذه المواشي في المسالخ وما هي أهميتها؟

أولاً: يعتبر المسلخ والطبيب البيطري المختص خط الدفاع الأول لحماية الإنسان والحيوان من الأمراض المشتركة.

ثانيًا: وجود صالة منعزلة داخل صالات المسالخ تسمى «صالة الذبح الاضطراري» لاستقبال الحيوانات المريضة والكشف عليها من قبل الطبيب البيطري المختص قبل ذبحها وبعد الذبح لتشخيص المرض وتصنيفه وإعطاء الحكم بعدم ذبحها أو بإعدامها كليًا أو جزء من الذبيحة.

ثالثًا: يعتبر الخط الأول في سرعة تشخيص الأمراض الموبوءة والمعدية والإبلاغ عنها لمراقبتها ومكافحتها والوقاية منها، حيث أن هناك أمراض خطيرة وبائية وأمراض معدية يتم اكتشافها من خلال الذبح في المسلخ؛ ويتم إبلاغ الجهات المختصة عند الاشتباه بمرض وبائي وذلك حسب الأنظمة واللوائح. ومن الأمراض المعدية الواجب التبليغ عنها «الحمى الفحمية، الجمرة الخبيثة، الطاعون البقري، التهاب البلوري والرئوي المعدي، الحمى القلاعية، الجدري، داء الكلب، التسمم الدموي النزفي».

أما بعض الأمراض التي لا تكون ضارة وتذبح في صالات الذبح الاضطراري هي «الجروح والكسور، إصابة بالنفاخ، الاختناق بأجسام غريبة وغيرها».

رابعًا: التخلص من المخلفات في المسالخ تتم بطرق آمنة وسليمة وبالخصوص التخلص من الذبيحة المصابة بالأمراض الوبائية والمعدية.

لذا نهيب بالمواطنين تغيير هذه الثقافة الخاطئة، والحث على ذبح جميع المواشي السليمة منها أو المريضة في المسلخ حتى يتم الكشف عليها من قبل الطبيب البيطري المختص وتنفيذ كافة الإجراءات والاشتراطات الصحية فيما يخص صحة وسلامة اللحوم وسلامة المستهلك. وحتى لا يتم ذبحها في المزارع أو الأحواش أو المنزل مما يسبب تلوثًا بيئيًا ويؤدي إلى نقل الأمراض المعدية أو الموبوءة إلى الإنسان.

إن الوعي بذلك يساعد الجهات الحكومية المختصة في سرعة اكتشاف الأمراض الموبوءة والمعدية. حفظ الله بلادنا وشعبنا من كل سوء وشر.















‏‏‏مختص بأمراض الحيوانات
موظف /أمانة المنطقة الشرقية