ما وراء علم النفس
المرشد الطلابي أحد أركان الإدارة المدرسية الهامة جدًا، والذي يعول عليه في إصلاح السلوك التربوي، وإن كان البعض يراها نجاة من التدريس، ولكن في الدائرة العامة ركن رئيسي لمتابعة الطلاب والطالبات.
ما يهمنا في هذه المقالة التركيز على كيفية اختيار المرشد الطلابي لدى وزارة التعليم، وما الشروط المتبعة وبين ذاك وذاك، يعتبر الاختيار في ظني يرتكز على تدين المعلم وورعه حتى لو كان تخصصه ما كان وهذا جيد لو توفر معه التخصص الملائم، نحن للأسف لا نعطي قيمة حقيقية لمعلم علم الاجتماع وعلم النفس ودورهما أشبه بالمهمش عن باقي التخصصات.
كان بودي أن يكون المرشد الطلابي حكرًا على هذين التخصصين لأنهما الأولى لمتابعة وعلاج وتقرير الحلات السلوكية داخل المدرسة وحتى خارجها، هذا التخصص لديه القدرة لمعالجة ومتابعة حتى سلوك المعلمين والإدارة ككل.
برأيي أن حصص علم النفس وعلم الاجتماع في ذهنية الطلاب تحصيل حاصل، وجاء ذلك نتيجة ضعف بعض المواد المطروحة، مع العلم أن مؤسس علم الاجتماعي عند المسلمين هو ابن خلدون وعند الغرب والذي أعطى هذا الاسم حاليًا والمتداول في الأوساط الأكاديمية أوغست كونت بعدًا مهمًا في قراءة تاريخ المجتمعات.
أما علم النفس لا نرى له رؤية حقيقية في مناهجنا الدراسية بواقع اصطدامه مع بعض أطروحات رجال الدين، ونظرًا أن المؤسس لهذا العلم اليهودي سيغموند فرويد سواء اتفقنا معها أو اختلفنا يجب أن تبقى مطروحة للنقاش لا أن تدفن.
ولعل الكثير - خاصة في المجال العلمي - يرى صحة النظريات منها اللاوعي، أو كيف لا تحدث الأشياء مصادفةً، الغريزة الجنسية، نقطة الضعف، والقوة، كل جزء من جسم الإنسان مثير جنسيًّا، التفكير أحد أشكال التمنِّي، الحكاية علامة شفاء الراوي، آليات الدفاع مقاومة التغيير الماضي يؤثر في الحاضر التنمية الميل نحو العنف عائق الحضارة الأول.
بالمقابل طرح هذا السؤال على الدكتور فتحي بن سلامة بالقول لماذا يعارض الإسلام مقولات التحليل النفسي؟ فأجاب لأن علم النفس هو المادة العلمية الوحيدة التي ابتُدعت من طرف شخص بمفرده وهو سيغموند فرويد، كان يهوديًا، لذلك ينظر المسلمون إلى علم النفس كشكل من أشكال الفكر اليهودي، بالنتيجة من المهم النظر لهذا العلم بشيء من الجدية حتى لو رفضنا ذلك.