آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 1:35 م

وزارة العمل بيدها الحلّ

ليالي الفرج * صحيفة الرأي السعودي

في حل المشاكل الإدارية، يتكرر في كثير من العلوم ولا سيما علم الإدارة، مفهوم الجبل الجليدي.

وخلال نظرية «جبل الجليد» أو «الجبل الجليدي»، حيث تنطبع الصورة الذهنية لجبل ينغمر 90 في المائة من حجمه بالماء، بينما لا يظهر منه، فوق سطح الماء سوى 10 في المائة، يشار إلى الجزء القابل للرؤية، والذي يمثل النسبة الأقل، بأنه تمثيل لأعراض كل مشكلة إدارية، فيما يبقى الحجم الكامن أسفل الماء، ليعبّر عن حقيقة المشكلة وجوهرها والأسباب التي تؤدي لتفاقم أضرارها الإدارية.

وفي حديث يمكن أن يكون فرصة مناسبة عما يتعرض له بعض العاملين في بعض القطاعات الوظيفية من بخس أشيائهم أو عدم وجود درجة أمان وظيفي وقبل ذلك تدّني أجور الوظائف المعنية بالحديث هنا، تتأكد الحاجة أكثر لتوفر لوائح وأنظمة إدارية تعنى وزارة العمل بإقرارها وتطبيقها، وتسعى لرفع كل التجاوزات التي قد تصدر من شركة هنا أو مؤسسة ومصنع هناك.

المهم أنّ القضية تتعلق بمدى الشكاوى التي يطلقها بعض العاملين في بعض المهن، ومن هذه المهن تأخذ وظيفة العاملين في شركات الحراسة الأمنية الخاصة نسبة كبيرة من هذه الشكاوى، حيث لا يجدون سلّم رواتب متشابه في الشركات العاملة في هذا الاختصاص، ولا يتوفر لديهم مستقبل وظيفي محفّز، بل إنّ أغلب الشركات لا تطّور الجوانب المهارية التي تتعلق بامتلاك مهارات التواصل وتعلم لغة ثانية ومهارات اختصاصية تتعلق بالوظيفة.

الأمر ذاته يتعلق بوظائف أخرى في مهن فنية وتقنية وتتطلب تحفيزًا موازيًا وتطويرًا لمهارات الشباب السعودي، من خلال توفير فرص الانخراط في دورات تدريبية عالية، تهتم بتنمية الجوانب المعرفية المطلوبة وتسعى لاستثارة روح التقدم الفني والمهاري بامتلاك أوسع وجوه التكنيك المتوفر في البلدان المتقدمة.

إنّ رمي حجر في بحيرة راكدة، يفترض أن تزامنه ردة فعل تقرأ حقيقة البحيرة، وتتوصل لطبيعة السكون الذي تعيشه هذه البحيرة أو تلك، من أجل رفع أسباب القصور التي أدّت إلى هذا الواقع.

وإنّ أبناءنا وبناتنا في مملكة الخير والتقدم لديهم من القدرات والإمكانات ما يجدر بالاستغناء عن كثير من الشاغلين لكثير من المهن من غير السعوديين، وإحلال طاقاتنا الوطنية، حتى لا تستغلهم بعض الشركات في وجوه السعودة الوهمية بأبخس الأثمان، وكذلك ثمّة نداءات ترتفع بخصوص ما تتعاقد حوله بعض الشركات ذات الحجم المتوسط مع شركات أو جهات أكبر، ولا تعطي هذا الشاب العامل سوى الحصّة الأقل من العوائد التي تأتي بها تلك العقود، إن قدرات كثير من الشركات، مثل البنوك ونحوها، يمكن أن يكون الحد الأدنى فيها لراتب موظف الحراسات في الشركات عشرة آلاف ريال، فإن هذه الوظيفة يعمل فيها شريحة واسعة من الشباب وتتطلب مجهودًا كبيرًا، وبحاجة لتطوير بدءًا من الحوافز ولا تنتهي بدورات أو ورش تدريبية لا تمنح الفرص للتقدم، إن هذه الوظيفة تجد اهتمامًا كبيرًا في أغلب البلدان المتقدمة، وليس عصيًّا على بلادنا أن توفر مثل ذلك.

إنّ قيمنا الوطنية تدعو لمنع كل وجوه التقصير في حقّ شبابنا العاملين في وظائف لا توفر لهم أمانًا وظيفيًا وتقديرًا موازيًا وتنمية لمهاراتهم، ولقد قيل من ضيّعه الأقرب، أُتيحَ له الأبعد، وعقولنا الوطنية هم الشباب السعودي الذين يعتز بعطاءاتهم الجميع، ووزارة العمل بيدها الحل لرفع أي تقصير في حقهم من أي شركة أو صاحب عمل.

كاتبة رأي في صحيفة الشرق السعودية
شاعرة ومهتمة بترجمة بعض النصوص الأدبية العالمية إلى العربية ، ولها عدَّة بحوث في المجال التربوي.