الكورونا مجدداً
بقدر فرحتي بأبناء قد أخذوا فرصته للعمل في ميدان وزارة الصحة بقدر ما ينتابني من هواجس ومخاوف كبيرة باعتبارهم جنود الصف الأول في جبهة هذه المسؤولية الجسيمة التي لا تخلو أحياناً من بعض المواقف الحرجة ولكن خدمة الوطن يهون في سبيله كل شيء، ومما لاشك فيه أن الدولة حماها الله وحمى ولاتها لم تألوا جهداً ولم تتوانى ولم تقصر يوماً في أداء أدوارها وواجباتها كاملة بدعم العاملين تحت مظلتهم بشتى وسائل الدعم غير أن بعض من يعملون تحت سقف هذه المظلة من مدراء ومسؤولين لم يكونوا في المستوى المأمول منهم فحملوا السلّم بالعرض!
ما هو مهم في منشوري هذا هو الحديث عن مرض زارنا ذات عام وتم النجاح في محاصرته وتقليل ضحاياه وتقويض انتشاره والتخلص منه وما لبث طويلاً حتى أطلّ برأسه علينا مجدداً ليقض مضاجعنا ويهدد أمننا الصحي وهو فيروس الكورونا الذي دشّن رحلته هذه المرة من أراضي بلاد الصين وأخذ بالاستفحال حاصداً بعض الأرقام الكبيرة وقرع جرس الإنذار للدول المجاورة، وفي خضم هذا الحدث العالمي أخذ هاجسي على أولادي وكثير من الاخصائيين والأطباء العاملين في القطاع الصحي يحفر معوله في رأسي متساءلاً؛ كيف سيكونوا بمأمن إذا لم يتم تحصينهم وتمكينهم وتدجيجهم بكافة الوسائل التي تحول دون إصابتهم بأي عدوى، فسألت أحد أولادي: ما هي خططكم في سد الثغرات الحدودية وماهي استعداداتكم لإيقاف زحف هذا الزائر الغير مرحّب به؟ فأجاب بأن الوسائل الاحترازية المتخذة ليست بالقدر الكافي الذي يجعل الرقعة أكبر من الشق بمعنى أن الأدوات الحالية التي يحتاجها الكادر الصحي المعالج ليست كافية وليست بالمواصفات ذات الجودة العالية التي تحقق الغرض المطلوب منها وهذا للأسف يحدث بمرأى ومسمع من المسؤول الذي يرى أن الاستنفار وتجهيز الدواء قبل الفلعة سابق لأوانه وأن ما بحوزته من احتياطات زهيدة ومتواضعة تكفي لسد الحاجة وهذا مالا يجوز السكوت عنه لأن مثل هذه الامراض الفتاكة تحتاج أولاً الى جيش مدجج من الخطوط الدفاعية والهجومية بدءاً من الحدود والمطارات وانتهاءاً بالكوادر الطبية التي يجب الاهتمام بها ودعمها بالاجهزة والمعدات الكافية والأدوية الضرورية اللازمة لأنهم أكثر من يتلامسون بالمرضى وإصابة أي أحد منهم يعني إنهيار الحصن وبالتالي إنهيار كل من يعيش بداخل القلعة الآمنة ويتوالى الانهيار إلى أن يحتل بقعة ورقعة كبيرة من خريطة الوطن.
لذا من المهم جداً حماية جنود الصف الأول لوضعهم في الوضع الآمن تفادياً لأي استشراء أو استفحال غير مأمون يؤدي إلى تفاقم الوضع يصعب فيما بعد السيطرة عليه..؟؟