البراحة في عيون لجنة التنمية بالقطيف للسنة الثانية
وفي الماضي لنا ذكرى، قد ينادينا شيء من بعيد قد غرب عنا كاغروب الشمس من سنين وبكل شوق وحنين نلتقي معا بالمحبة، وبلحظات يتوقف عندها عقارب الساعة كي يرجع بنا الزمان للخلف لنتذكر ذكريات جميلة قد تكون مثل النجم فى السماء يضيء لنا ودرة فخر تتلألأ ونزين بها حديثنا وناي نشدوا به وسفينة أحلام لنا وتمر بنا فى بحور الذكريات لنتذكر أشياء من الماضي قد همست بعقولنا وما أجمل أن نحاكي ذكرياتنا قد تكون أحداث مفرحة وقد تكون أحداث محزنة ولكن العامل المشترك بينهما هى كلمة ذكرى وعندما توجد كلمة ذكرى لابد أن يوجد أبطال لأحداث قصة بطلها الإنسان.
وما أجمل الحياة عندما تكتب عن القطيف بتاريخها الطويل وتراثها العطر بعبق تاريخها العريق، والانسان القطيفي قديما هو سيد هذا التاريخ ومن ابطاله، حيث يؤرخ لنا قصص لا نستطيع ان نسردها في كتاب بل نحتاج لمجلدات كي نعطي هذه المنطقة حقها، في نبض قلوب هذا الجيل وعبر كل الأجيال وربطه بالماضي كي تستمر قافلة العطاء وشريان الماضي في دمائهم الشبابية فهم الأمل والبذرة التي سوف تحافظ على عبق الماضي. فمن ليس له ماضي ليس له حاضر.
ومن ساحة قلعة القطيف التاريخية انطلقت يوم الجمعة الماضي فعاليات البراحة رقم «2» وتستمر لمدة 8 ايام والتي تنظمها لجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف برعاية بلدية القطيف كي تعيد للمجد عنوانه والتاريخه. ففي ساحة القلعة وبجوار براحة الحليب هذا الإسم الذي يذكرنا باصالة الماضي تقام فعاليات البراحة رقم «2» للسنة الثانية على التوالي وتضم هذه الفاليات عدة اركان منها الاسر المنتجة، البيت القطيفي القديم، والتحف والمنحوتات الخشبية وكذلك براحة الحليب والقهوة الشعبية والجلسات وجماعة التصوير والرسم والخط العربي وكذلك الحوارات مع الشخصيات القطيفية المؤثرة والذين تركوا لهم بصمات في خدمة المجتمع وغيرها من الفعاليات التي تتناغم مع مسمى هذه الفعالية الجميلة.
إن لجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف وهي تشرف على هذه الفعليات من اجل تنمية الروابط الاجتماعية بين جميع فئات المجتمع الواحد وإشاعة روح التعاون بينهم بكل الوسائل المناسبة وذلك من خلال؛ البرامج والدورات والفعاليات المكثفة وإقامتها، لما لها من انعكاس على الأداء الأسري والاجتماعي لمختلف هذه الفئات.
وتحرص اللجنة على دعم الأسر المنتجة وتسويق المنتجات من خلال توفير المواقع المناسبة لعرض منتجاتهم أمام الزائرين سعياً منها لتعريف زوار هذه البراحة بالماضي الجميل للحياة الاجتماعية والبيئة الشعبية التي كان عليها الآباء والأجداد.
ويأخذ هذا التلاحم الاجتماعي أشكالاً وأساليب متعددة فقد يكون في منظومة قوافل تقدم خدماتها إلى مختلف فئات المجتمع وتستفيد من فعالياتها الجهات العامة والخاصة من خلال تنظيم ملتقيات في التلاحم الاجتماعي وورش تدريبية في مجال العمل التطوعي وفعاليات صحية وتعليمية وبيئية وثقافية. وتفعيل العمل التطوعي بإيجاد فرق تلاحم للتطوع الاجتماعي في صور مبادرات وطنية مثل الندوة الاخيرة «التطوع نماء وعطاء» وبمشاركة لجان التنمية والجمعيات الخيرية بالقطيف وكذلك «الديوانية» وغيرها من الفعاليات التي يشترك فيها الجميع للتطوع ضمن فرق للتلاحم الاجتماعي كل في مجال اختصاصه، بتنفيذ برامج مجتمعية، وإنسانية، وبيئية، وصحية، واقتصادية، وثقافية، وترفيهية ضمن قوافل التلاحم في منظومة تنسجم مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع، لترسيخ مفهوم العمل التطوعي لديهم.
كذلك تأهيل الأسر المنتجة بمنطقة القطيف وتمكينها من مواجهة التحديات وإتاحة الفرص لعرض وبيع منجاتها، وإيجاد قنوات تسويقية للأسر المنتجة تضمن دخل مستدام وتوفر عائد اقتصادي للأسر المنتجة يسهم في إعالتها ونقلها من مستهلكة إلى منتجة، وتحفيز المجتمع لتأسيس الاستثمارات المنزلية وتأصيل التراث القطيفي والمشغولات اليدوية وتعزيز الهوية الوطنية، إضافة إلى تشجيع ثقافة ريادة الأعمال.
حيث ان تأهيل وتدريب الأسر المنتجة ومساعدتها على تسويق منتجاتها وذلك انطلاقاً من أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دعم الاقتصاد الوطني،. حيث ان ومن خلال المشاركات في السنوات الماضية حازت المنتجات على استحسان الجمهور ورضا المستهلكين، حيث تتمتع هذه المنتجات بجودة وإتقان إضافة للمسة التراثية ذات الذوق الرفيع.
نشكر جهود القائمين على هذه الفعاليات التي تتيح لكافة أبناء هذه المنطقة ومن مختلف الفئات العمرية التعرف على تراث هذه المنطقة والحفاظ على تلك الأسماء واحيائها من جديد في عقول شبابنا اليوم.