مخالفة السواد الأعظم
في كتاب «التطرف الديني الرأي الآخر» للدكتور صلاح الصاوي لفتة رائعة من المهم التركيز عليها، وهي أن بعض النصوص الدينية تلتصق في جدرانها رائحة الكراهية نتيجة تقديم العواطف على العقل، والقوة على الضعف، لذا كان من الصعب الولوج في هذا الباب واعتباره من المحرمات التي تمس عقيدة المسلم كما فهمت.
من الصعوبة بمكان التسليم لكل الأطروحات الفكرية والثقافية والدينية داخل المجتمع، بل لا بد أن تكون قراءتك هي الخاتمة التي تعطي شعورا بالرضا ولو نوعا ما، القهر الذاتي داخل كل إنسان يخضع دائما لعوامل نفسية اقتصادية سياسية فكرية دينية، ولا يمكن بحال من الأحوال الانفكاك عن تلك العوامل.
ثقافة المجتمع الواحد وليدة إقصاء من الفهم الخاطئ للموروث الديني، ولا أفهم معنى ذلك ما دمنا نحن المسلمين أصحاب الأغلبية نؤمن ونتفق على ذلك، والقرآن الكريم وضح المعني في هذا الاتجاه الإنساني «لا إكراه في الدين»، ومن يركز في الثقافة النبوية يجد ذلك دقيقا من خلال السيرة النبوية والتعامل وفق النسق الاجتماعي بين مكة المكرمة، والجهر بالنبوة في المدينة المنورة.
ربما تؤمن بأفكار وتوجهات تخالف السواد الأعظم، وهي في الحقيقة ليست بالحديثة فقد سبقك كثير في طرحها، وقد يكون طرحك نهاية دورك الاجتماعي، حيث يلعب المال والحضور النسبي وقوة الوجاهة سداً للهجوم لحقبة زمنية معينة تنتهي أو تستمر على حسب المصلحة والفائدة بين الطرفين واقعا، مصالح قاتلة يقع في تفسير صورتها المتدين البسيط الذي يجد حسن الظن سائداً في كل معاني الحياة، خاصة تلك التي يغلب عليها الحس العفوي المستهدف، لهذا يرى علماء الاجتماع مبررا في تعريف سقوط المجتمعات بسبب قبضة هؤلاء.
المسؤولية مشتركة والمصير واحد، التشدد لا يأتي إلا تشددا، والفكر الإقصائي زمنه ذهب وولى، فحرية الفكر والحصول على المعلومة أصبح أسهل من السابق.
الرجوع إلى التعقيد والتشنج بيئة طاردة في عصر السوشيال ميديا.
أبناؤنا الآن يبتعدون عن الدين والسبب يعود لبعض رجال الدين.
لنكن أكثر قبولا وأكثر حضورا حتى يكمل بعضنا بعضا.