الكتاب الصديق للأزواج
صرحت في كثير من الجلسات الحوارية التي قدمتها لفئة الشباب أن تنوع القراءات يُغنينا عن الحاجة لمستشارين نفسيين أو مرشدين أسريين أو حتى مؤثرين على المنصات العالمية، فكل ما يحتاجه الإنسان محفوظ في الكتب، علينا فقط البحث والاختيار الجيد.
هكذا تجولت في أرفف مكتبتي الخاصة بكتب تطوير الذات وفهم مزيد من الاختلافات الشخصية وتحسين مهارات التواصل والعلاقات الإنسانية، فوقعت عيني على كتاب للمؤلف الأمريكي ريتشارد كارلسون وزوجته كريستين: «لا تهتم بصغائر الأمور في العلاقات الزوجية» ومن كتبه «لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر»، «لا تقلق بشأن كسب المال»، «لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك» و«لا تهتم بصغائر الأمور في العمل».
أظن أن «كارلسون» موقن بضرورة تجاوز الصغائر لبلوغ ذروة السعادة والوئام الزوجي تحديدًا، وباعتباره معالجًا نفسيًا ها هو يطلقها صراحة في كتابه الثاني: «فكل الأمور صغائر»!.
يحتوي الفهرس على عناوين رائعة منها: اجعل الصداقة هي الطابع الغالب على العلاقة، املأ حياتك بفرص التعبير عن الحب، تجنب الإنذارات، أعطِ لفترات التحول وقتًا كافيًا، أضف طابع الإيجابية على علاقتك، تذكر أن شريكك لا يستطيع قراءة أفكارك، لا تتشاجر على أشياء تافهة، تجنب عادة الشكوك الدائمة، اترك له قدرًا من الحرية، فاجئه بالمجاملات، تعرف على دورك في إثارة المشكلة، املأ عقلك بأفكار نبيلة، لا تسمح للأفكار العابرة بالتحول إلى أمور أخطر، كن شريكًا قليل المطالب.
فكر في ثلاثة أشياء تحبها في شريكك عند استيقاظك صباحًا، كن مداعبًا على الدوام، تعايش مع التغيير، لا تخلط بين إحباطك ومشكلة أخرى، لا تغالِ في تحليل العيوب، اسأل شريكك عن أحلامه المتجددة، اختر أن تكون مساندًا، لا تجعل شريكك دائم القلق، اسمح لشريكك ببعض التصرفات الغريبة، لا تكن عنيدًا، تعلم من حديثي الزواج، افسح المجال له أن يفقد تماسكه بين الفينة والأخرى، تذكر تأثير الحب الساحر، ليعتز كل منكما بالآخر.
لن تسعني المقالة للإسهاب عن محتوى هذا الكتاب، ولعل هذه الإشارة تدفع لجعله كتابًا صديقًا للأسر الطامحة في العلاج والتطور والنمو المستمر، فهو كتاب صغير الحجم، خفيف الوزن، مختصر الكلام والورق، عظيم الأثر لو تتبعنا منهجه.