أفكار إيجابية لنجاح الحمية
في الزيارة الثانية لم ألاحظ أي تغيير طرأ على وزنه!!
سألته هل بدأت البرنامج؟!
أجابني: بصراحة لا
من عادتي أن لا أستخدم أسلوب «التخويف» مع المرضى... لأني أرى منهم بصيصًا من الأمل...
ولكن هذا المريض جعلني أفكر في أسلوب آخر....
نظرت إلى عينيه... قلت له: لن أحدثك عن مضاعفات السمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم أو آلام المفاصل ولكني سأحدثك عن مضاعفات «ختام الحياة»...
كلما كبرت كتلة الجسم ازداد الإجهاد على القلب...
هل قرأت عن موت القلب الفوري الذي يمكن أن يحدث بصورة فجائية عند الأشخاص المصابين بالسمنة..
وتدل الدراسات على أن معدل الوفيات يزداد مع زيادة السمنة، فكلما ازدادت نسبة الشحوم في الجسم كانت فرصة الحياة أقل مقارنة بالأشخاص غير السمينين...
هل تعلم أن السمنة المفرطة تؤثر على الجهاز التنفسي وتؤدى إلى قصور في وظيفة الرئتين...
كما أن السمنة تسبب السكتة الدماغية والتي يكون من أعراضها الشلل في بعض أجزاء الجسم...
هل تعلم هذا؟!
ألا يكفي هذا؟
صار ينظر إليّ خائفاً وقال: كلامك صحيح ولكن...
قلت له ولكن ماذا؟
بقي صامتًا للحظات...
قلت له الموضوع لا يحتاج إلى صمت وتفكير... أنت الآن في مرحلة الشباب... عليك أن تغتنم هذه المرحلة... بإمكانك ممارسة الرياضة... بإمكانك تنظيم حياتك... بإمكانك تغيير شكلك وهذا ليس أمرًا مستحيلا...
وإليك هذه الأفكار السريعة
المبادر هو شخصية تسعى للارتقاء دائمًا وهو يسعى للتغيير حتى في الأوقات الصعبة، المبادر هو شخصية متفائلة لديها أمل وتطلع نحو النجاح.
لذلك نمِ في ذاتك صفة المبادرة للحل وليس القبول بالوضع الحالي، أو اليأس من الحل.
إن المشاكل «بصفة عامة» ككرة الثلج تبدأ صغيرة وتتدحرج حتى يكبر حجمها ومن ثم يصعب حملها.
وهكذا الوزن يبدأ يزداد تدريجيًا وفي حال الإهمال يصل إلى مرحلة «المضاعفات» التي تتطلب جهدًا كبيرًا لعلاجها.
لذا عليك أن تنظر إلى وزنك وتحدد مشكلتك وتسعى نحو التغيير.
وعليك أن تتذكر أن الوصول إلى الهدف الذي يسعى إليه الإنسان يحتاج إلى اتخاذ الخطوة الأولى التي تدفع الإنسان إلى نقطة البدء في العمل، لأنه دون خوض الخطوة الأولى للعمل لن يكون هناك أي عمل من الأساس.
عاهد نفسك أن لا تعود إلى نظامك الغذائي القديم.
عاهد نفسك أن تستمر على العادات الغذائية الصحية الجديدة.
عاهد نفسك أن تمارس رياضة المشي 30 - 45 دقيقة يومياً.
في حال نجاحك في هذه المعاهدة عليك أن تكافئ نفسك: عندما تراجع خطتك وتجد انك قد التزمت بأهدافك، فهنئ ذاتك وكافئها، بالكلام الداخلي، باقتناء شيء جميل «غير الأكل»، الخروج في رحلة استجمام واسعد نفسك.
الحمية هي قرار شجاع عندما تتخذه فهذا يعني أنك قررت أن تبدأ بداية جيدة لحياتك.
ويبقى القرار فكرة تحتاج إلى تنفيذ، لذا عليك أن ترسم خطة التنفيذ وتبدأ رحلة الرشاقة.
لكي تنجح في قرارك احذر من تاءات الفشل:
التأجيل: ابدأ حميتك اليوم وليس الغد.
التردد: اقدم على حميتك فالنتائج والأهداف واضحة.
التذمر: كن سعيدًا واستمتع بحميتك.
التشاؤم: تفاءل فالنجاح أمامك، ستصل إلى هدفك «الوزن الصحي» فقط عليك أن تستمر.
مشكلة الكثير من الناس أنهم يخافون من الشعور بالفشل ومن الخطأ عند اتباعهم لحمية ما، لكن دعني أقول لك:
لا تخف من الحمية فهي السبيل الصحيح لصحتك...
لا تتردد بسبب خطأ قمت به في الماضي، فالجميع يخطئ ويتعلم من فشله.
عليك أن تعزز ثقتك بنفسك ومن قدراتك في تحقيق النجاح.
فقط عليك أن تقوي عزيمتك وثابر في اتباع الحمية وسترى النتيجة.
بعد هذه النصائح سألت المريض:
الآن ماذا ستعمل؟
أجابني مبتسماً: أعدك بأن أبدأ اليوم بكل جد، وسترى النتيجة في الموعد القادم.
وهذا ما حدث فبعد مرور 4 شهور حقق هدفه.
الحمية المتوازنة هي الطريق السليم لصحتكم... فقط عليكم الصبر والنظرة الإيجابية.