آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

عام العلاقات الإنسانية

رجاء البوعلي * صحيفة الرأي السعودي

تُسمى الأعوام بمسميات أحداثها الأبرز والأشد تأثيرًا على الفرد أو المجتمع، فعلى المستوى الشخصي أعتبر 2019 عام العلاقات الإنسانية، فقد خُتمت فيه بعض العلاقات التي لطالما ارتبطت بها، وقد انتهت بنهايات متباينة:

الموت، الذي يطبع ختم النهاية الأبدية للإنسان، قاطعًا كل أربطته بما حوله، حاسمًا أمرها باللاعودة، إن رحيل والدي إلى الأبد هذا العام، أوقفني للتفكير في الموت كلحظة تُنهي كل فرص التواصل في حالة من التجمد لمفاصل الإنسان، فلم يعد للعلاقة مستقبل! سيصرخ صوتٌ من الداخل: أهكذا يخمد الإنسان زاهدًا بصراع البقاء الذي قاده طيلة عمره؟ هل استثمر الزمن أم هدره حتى باغته الأجل دون إنذار؟ هل تبقت فرصة لاستعادة الزمن لتصحيح شيء في العلاقة أم فات الأوان؟.

الصداقة المصلحية، علاقة تندفع نحوك دون تراكم زمني، تكشف لك الأيام مدى أصالتها أو هشاشتها، ولأن الصداقة تجلٍ من تجليات الحب فإن قلبك يشعر بالصديق كما يشعر بالمحبوب، وكما في الحب أوهام كذلك في الصداقة! هكذا ستلاقي ادّعاءات لصداقات هشة، ادّعت وقت الفراغ والحاجة محبتك، وما إن امتلأ الوقت وانتفت الحاجة حتى كشفت عن قساوتها ورغبتها في القطيعة! قد توجعك الصفعة في بادئ الأمر ولكن كغيرها من التجارب، علمتك درسًا جديدًا عن الإنسان الأناني جدًا، فاستعد شريط الذاكرة واضحك بصوت عالٍ على رسائلهم المراهِقة، فقد صدق حدسك.

العلاقات المعادية، تحمل عداوة شخصية تجاهك قد تجد لها أسبابًا وربما لا تجد، مثل عداوة بعض زملاء العمل، الناتجة عن حسد، لتميزك ومثابرتك، فتتعمد إيذاءك والترصد لأي درجة قد تنالها، ولو أنها عن استحقاق، فلا تتعجب ولا يثور غضبك لأن هذه الحالة تطبيقٌ على تنافسية البشر «غير الشريفة» وصراعهم من أجل البقاء.

العلاقات العميقة، التي مهما تأصل فيها الاختلاف لن تحمل خلافًا في روحها، فلا يحمل أصحابها إلا الرغبة في الوصل، ولهذا يتجاوزون الصِعاب ويدوسون الأخطاء ويطفئونها بماء البحر ليغرقها، رغبة منهم في تجديد الروابط والإبقاء على ضخ الحب مدى الحياة.

لكل علاقة نهاية بناء على طبيعة أطرافها، قد تُسعدنا وقد لا ترضينا ولكن لسنا الطرف الوحيد فيها.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد جاسم
[ الأحساء ]: 28 / 12 / 2019م - 5:42 م
العلاقة الإنسانية قد تنتهي ولكن حبنا لمن نحب يدفعنا لتثويب الأعمال الصالحة لهم وخصوصاً الوالدين.

"أو ولد صااح يدعو له"