الناشر «النقاق»!
ينتهي العام ويبدأ الجديد بكتب جديدة، تقذفها دور النشر، وتصاحبها دورة من الجوائز الأدبية، ليأتي الناشر العربي و«يقرصن» تلك الكتب الفائزة في أوروبا، ويقذفها لمترجم «قرصان»، كي يتم تسويقها ضمن منتجات العام، ويدخل هذا الكتاب ضمن الكتب الأكثر مبيعاً والكتب الأكثر تداولا لدى القارئ العربي، والحقيقة هي ثلاثة آلاف نسخة «عربية»، من هذا الكتاب تظل متنقلة طيلة العام بين المعارض.
ومن خلال زيارتي لمعرض الكتاب في البحرين الأسبوع الماضي، وجدت كثيرا من الناشرين يتذمرون، وأعتقد أنها حالة «دائمة»، فالناشر مثل «الحماة» تظل «نقاقة»، إلا فيما ندر حينما تجد حماة تمدحك وتنتصر لك دائما «مثلما تفعل حماتي» مع زوجتي، وتدافع عني دائما. هذا حال الناشر «النقاق»، في الأسعار وعدم البيع، وحينما تأخذ منه كتابا، «رغم أني وعدت نفسي بعدم الشراء هذا العام حتى أنتهي من حصيلة العام الماضي»، وتسأله عن السعر، يجعلك تقول داخل نفسك «مقرصن وغالي»، 250 صفحة نصفها بيضاء، وورق أصفر رخيص بـ40 ريالا؟! وعندما صادفت صديقا وسألته عن سعر ذات الكتاب أخبرني بأنه اشتراه بـ30 ريالا؟ وهذا هو الحال مع كثير من الناشرين العرب طبعاً. وفي جميع المعارض.
متى يحاول هؤلاء عدم استغفال القارئ بهذه الأسعار التي أصبحت مكشوفة ومبنية على قيمة «الزبون، وبلد البيع»، وهي ليست إلا سرقة «أدبية»، ينظرون إلى جيبك قبل عقلك، بعضهم بالفعل لا نستطيع تسميته سوى قرصان الورق. يرفعون الأسعار حسب عدد الزبائن الذين يأتون له. ليصبح في النهاية الكتاب هو الضحية، لا يجد له قارئا والناشر يظل «نقاقا»، أكثر من «الحماة»!.