”لجان البر“ جهة إغاثة أم إستغاثة
إن لله عباد يمشون على الأرض هوناً، يتنفسون إيثاراً، تحت ظل رعاية الله، نواياهم كالغيمة البيضاء زاخرة ”بأمنيات“ المحتاجين كي تمطر واقعاً..
يتنافسون في حب الله..
• لستر أمةٍ حائرة
• لسد حاجة أب متعفف
• لجبر خاطر يتيم ♡
يرجون أجراً كبيراً ورضاً مديداً من الله العلي القدير.
لعل تلك المكانة الفريدة التي أختصها رب العباد لهؤلاء كالشوكة في عين الحاقدين!
أبت نفوس أن تسدد خطاهم ”بدعوة“
أو ”بكلمة حق“ تثلج صدورهم.
بل وتعدى ذلك بأن يقذفون المتطوعين في إستغلال التبرعات ”لأوجه شخصية“
تُجَرِّد المتطوع من ذمته وإنسانيته.
فأمست الجمعيات الخيرية تعاني من إنحسار ”المتطوعين“ فهي كالأم المتغربة التي تنظر الباب على أمل رؤية طيف يرف قلبها بقدومه!
أين المتحابين في الله؟
أين عمّار الأرض؟
بات البعض يرغب في التطوع فيرهب:
• ”مخافة“ تجريمه بتهمة ”السرقة“
• ”مخافة“ تلويث سمعته التي ستطال أسرته
• ”مخافة“ أن يشار له بإصبع الإتهام والريبة في أكل مال الفقير واليتيم
أمسى المشائخ والوكلاء بلا حرمة، تجاسر عليهم الجاهل والحاقد بلا رادع، وكأن بذلك يسعون إلى إثارة الجلبة وتجويف هدف الجمعية الخيرية لتكون بلا هوية.
● إن ”المتطوعين“ يتكبدون عناء توفير سبل العيش للمستفيد بكل حب، بل وتطور الأمر في تدشين دورات من مختلف المجالات لإعادة تأهيل المحتاج بحيث ينتشله من حالة العجز إلى حالة الإنتاجية..
● إن ”المتطوعين“ سعوا في خلق فرص وظيفية عن طريق المؤسسات المانحة والتعاقد معهم في سبيل تأهيل العاطلين لكي يسنح لهم المجال في الإستقلالية المادية.
● إن ”المتطوعين“ يقيمون حملات تبرع بالدم بلا مصلحة، فتتحول الجمعية إلى غرف عمليات لكي يؤمنوا لأهل المريض ”أقرب متبرع“ وفي وقت ”قياسي“!
- نحن نبحث عن السعادة في أزقة المقاهي وعلى عتبة الإستراحات ”متوهمين“ بأننا حققنا ”الراحة“ المطلقة إلا أنها وقتية، آنية!
فما إن تحل من ملذات الدنيا إلا وتتوالى عليك الهموم من كل صوب، فتضع رأسك على وسادتك وأنت فارغ العمل، غارق في زحام مسؤولياتك!!
بينما السعادة الحقيقية ”تتحقق“ عندما تستثمر العمل الدنيوي للحياة الأخروية، ستشعر حينها بأن قدميك لم تطال الأرض، بل سيأخذك عملك إلى عنان السماء، لأنك تخلقت بخلق إسلامي.
• ومن أوجه ذلك الإستثمار هو ”التطوع“.
ستشعر حينها بأن السعادة ليست تحت بند * الأخذ * فقط، بل بالعطاء ومد يد العون.
سيمد الله في عمرك وسيغيثك من مطبات الحياة، ستترتب أولوياتك وستصغر مشاكلك لأنك أرضيت ربك قبل نفسك.
بالإضافة إلى أن الأعمال التطوعية ستكسب الفرد ”مهارات جديدة“ والتي بدورها ستصقل شخصيته في حياته العامة، من ضمنها:
_ أن يتحلى بالصبر وتحمل المسؤولية.
- يعمل على توكيد مكارم الأخلاق في نفس المتطوع ومنها: الرقابة الذاتية والبذل والتآزر.
_ يزيد من الترابط *المجتمعي* ويحث المتطوع بتفقد أحوال الغير والمساهمة في تنمية أبناء وطنه على مختلف الأصعدة.
كلمة للمترصد/ إن التعميم لغة الجهلاء فإذا رأيت فاسد بين الصالحين فلا تبرزه وتقمع البقية!!
ثق يقيناً بأن هناك من يقتص من كل ذي نفس دنيئة، تسعى ”عبثاً“ في سرقة اللقمة من فم الجائع.
فلا تجعل الجمعيات الخيرية بيئة غير جاذبة بتشكيك المتجهين للتبرع بنزاهة الجهة المسؤولة.. قل خيراً أو اصمت.
عزيزي القارئ / أغث الجهات الخيرية بكل ما أوتيت من حكمة سواءاً بقلمك، بلسانك، إعترض في وجه كل من يمس تلك النفوس النقية التي تواصل الليل بالنهار، كي ينام المحتاج قرير العين