أمور تساعدنا في إتخاذ القرار والحكم الصحيح..
متطلبات الحياة ومشاكلها المستمرة والكثيرة تتوجب منا كأفراد أن نساهم بحل المشاكل الخاصة أو العامة، ونتخذ القرارات المنطقية الصائبة والصحيحة..
ولكن كيف يكون القرار صائبا وليس خاطئا!!
كم مره تعثرنا بمشكلة، واتخذنا قرارنا على عجاله وندمنا بعده؟!
كم مرة ظلمنا أرحامنا وغيرهم من البشر واتخذنا قرارا غير صائب تجاههم، فقط لأنهم لايتوافقون مع آرائنا ويختلف فكرهم عن اتجاه أفكارنا.
ولو حلّلنا هذا القرار الذي اتخذناه بأسرع من البرق، لوجدنا أنه جاء بغير روية وتدبر بأبعاد وإيجابيات وسلبيات المشكلة. ومن المتوقع اتخاذه خلال حالة غضب ومزاج سيئ فلم يرى الشخص حينها إلا الجانب الأسود من المشكلة، وتغافل أو تغاضى عن الجوانب الأخرى فيها.
وتنقسم المشاكل التي تواجهنا إلى نوعين:
1 - مشكلة سهلة ويسيرة، ليس لها عواقب وخيمة لو أسرعنا في ايجاد الحل المناسب، ويساعدنا على اختيار الحل الأمثل لها سرعة البديهة.
2 - مشكله صعبة وقد تكون معقدة والقرار فيها مصيري فلابد من الإلمام بكل تفاصيلها.
ولذلك يتوجب علينا في حلها أن نهتم لبعض النقاط ومنها:
1 - الإستماع الجيد لصاحب المشكلة وعدم التنمر عليه، ومحاولة احتوائه خصوصاً إذا كان فردا من العائلة ويهمنا أمره، إذا قمنا باحتوائه سوف يثق بنا اكثر ويطمئن ولابد من التماس العذر له، ولو كان واحدا فقد قال النبي الاكرم ﴿إحمل أخاك المؤمن على سبعين محملاً من الخير﴾.
2 - الروية ثم الروية قبل اتخاذ اي قرار خصوصاً فيما يتعلق بالمشاكل المصيرية، فلا بد من أخذ الوقت الكافي من التفكير لدراسة ابعاد المشكلة سلبياتها وايجابياتها.
3 - عدم اتخاذ قرار يصب فقط بمصلحة فرد معين، ونتجاهل مصلحة الطرف الآخر، او نطلب به رضا المجتمع وافراده ونتناسى صاحب/ة المشكلة.
4 - عدم الإستسلام وجعل القرارات الخاطئة السابقة عائقا، والوقوف محايدين امام أي مشكله تواجهنا او تواجه غيرنا، بحجة اننا لاتستطيع اتخاذ قرارا صحيحا، فالفشل طريق النجاح وعلينا ان نستفيد من تجاربنا السابقة.
5 - ليس عيباً مشاورة العقلاء والحكماء من الخاصة أو العامة او من يمتلك الخبرة الكافية من تجارب الحياة.
ولنا في منقذ البشرية وسيدها النبي الأكرم عليه افضل الصلاة والسلام أسوة حسنة فهو المعلم الأول والعالم غير المُعلم بكل القرارات الصائبة والسليمة التي تصب بمصلحة الأمة ولا يحتاج لمستشار ولكنه أمر تعليمي أخلاقي حتى يبين لنا اهمية المشوره بالإسلام، ويريد ان يربي الأمه على المشاركة، والتقارب بوجهات النظر، ولكل شخص حق في طرح الحل المناسب، وبعدها يُتخذ القرار الصائب والسليم، فما خاب من استشار..
فعن أنس عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ﴿ماخاب من استخار وماندم من استشار﴾.
وعن علي امير المؤمنين ﴿من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها﴾ وعنه ايضاً ﴿الاستشاره عين الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه﴾.
واجمل مثال ضربه لنا الرسول الكريم في اتخاذ القرار الصائب في حادثة وضع الحجر الأسود وحل مشكلة نزاع قبائل قريش عند بناء البيت، اختلفت قريش عند وضع الحجر الأسود فجاء النبي الأكرم وأمرهم بوضع رداء او ثوب ابيض على الأرض، ومن ثم يوضع عليه الحجر الأسود، ويختار من كل قبيله رجلاً لكي يحمل طرفاً من الرداء حتى يضعون الحجر الاسود مكانه، وبهذا القرار الصائب والرشيد حل النزاع بأسهل الطرق.