ضرورة التغير
يبدو لي أن وضع مديري المدارس في صناعة التغير بات يلوح في الأفق، بعد حزمة من الإصلاحات أطلقتها وزارة التعليم هذا العام، وفي العام المقبل، من شأنها فعلًا التقدم بعجلة التعليم إلى الأمام وبصورة سريعة.
فالتعليم عبارة عن مجموعة من البرامج التربوية تحتاج بين الوقت إصلاحًا ربما يكون جذريًا إذا تطلب الوضع، ذلك حيث يرى خبراء في السلك التعليمي اختطاف التعليم في السعودية من قبل الإخوان، وكان الأثر واضحًا على سلوك الفرد السعودي فكريًا ثقافيًا دينيًا، فلم يكن يعرف عن السعوديين التعصب والتشدد والتعبئة المضادة والتي خلفت لنا جيلًا يذوب عشقًا في ثقافة الخلاف والتأكيد عليه بالقوة والتحدي الأعمى.
وبالتالي من المهم إدراك هذا الفكر الذي صنع لنا داخل المجتمع الواحد انقسامات وخلافات وانشقاقات طائفية مذهبية مقيتة، وهذا الكلام ليس اعتباطًا، فنحن جيل الثمانينيات وحتى التسعينيات عانينا ما عنينا من تبعات تلك المرحلة الكئيبة في تاريخنا السعودي وبالتحديد مطلع 1980 وحتى عهد قريب من خلال المناهج الدينية المشبعة للأسف بثقافة الكراهية والطعن في نوايا الآخر، وهذه بحد ذاتها معضلة حقيقية تساهم في اختراق النسيج الاجتماعي.
التفكيك داخل المجتمع ليس بالأمر الصعب خاصة إذا كانت القاعدة التربوية متهيئة بذلك، من الجميل أن تكون البنية التغيرية للمناهج قائمة على مجموعة من المختصين في علم الاجتماع وعلم النفس لو كانت المواد دينية صرفة.
مهمة مدير المدرسة ليست الإشراف على سير الحصص والمتابعة من الساعة السابعة وحتى الساعة الواحدة، هذا الروتين القاتل لا يرفع من قيمة المدير شيئًا بقدر إيجاد بيئة تعليمية متألفة بين المعلمين والطلاب أنفسهم غياب الوعي التربوي، ولهذا كان من أولى خطوات التغير في الدول المتقدمة إعطاء مدير المدرسة حيزًا من الحرية والتعديل داخل أروقة التعليم.