آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

العيد.. أتطلّع إلى جعل الرواية سهلة كالخبر الصحفي

جهات الإخبارية فاطمة حسن

قال الكاتب الصحفي سلمان العيد إنه يسعى لجعل الرواية الأدبية مثل الخبر الصحفي، سهلة العبارة، قوية المضمون، تعانق الهدف، وتسعى للمساهمة في تحقيق نقلة نوعية في مستوى التفكير.

جاء ذلك في تعليق له ل ”جهينة الإخبارية“ على هامش صدور أربع من رواياته دفعة واحدة وهي «مفلسون في عصر الذهب، لؤلؤة الرماد، حوار في عرض البحر، خيوط الأمل المفقود» التي صدرت عن دار الميرا للطباعة والتوزيع والنشر في جمهورية مصر العربية.

وأضاف العيد بأنه يسعى لإطلاق روايات ذات بعد اقتصادي، أي تتناول قضايا اقتصادية محلية، على تماس مباشر مع الواقع الاجتماعي، منوها لأثر الإقتصاد المباشر على الحياة الاجتماعية.

وعن الروايات الأربع الجديدة قال العيد "من عناوين الروايات قد يفهم أنها تتناول قضايا اقتصادية، فرواية «لؤلؤة الرماد»، تتناول قصة الإنسان في عصر ما قبل وما بعد النفط، والظروف الاجتماعية التي ترافقت مع ذلك، مع عرض النماذج التي كانت ممثلة لتلك الحقب، لعل أبرزها حالات الظلم الاجتماعي التي طالت آباءنا وأجدادنا في الغوص وفي المؤسسات التي تلت تلك المرحلة.

ومضى يقول أن رواية «مفلسون في عصر الذهب» تعرض قصة تبدلات القيم وتحوّلاتها على ضوء التحوّلات الإقتصادية أيضا، وتحاول أن تعطي مساحة من التفاؤل، مؤكدا بأن الإفلاس ليس في المال فقط، بل يأتي الإفلاس في عدم الحيلة والدخول في أنفاق الغش والتحايل وما شابه ذلك.

وقال بأنه ورغم هيمنة الحالة الاقتصادية على الروايات الست، إلا أنه لم يغفل الجانب الاجتماعي ففي روايتي «حوار في عرض البحر، وخيوط الأمل المفقود»، تناولت عدة قضايا اجتماعية، لعل أبزرها الانتحار، وحالة المذهبية والطائفية السائدة في مجتمعنا العربي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص.

وحول سر التوجه الاقتصادي في الرواية، أجاب العيد: "لقد قضيت زمنا ليس قصيرا في الصحافة الاقتصادية، بدءا من جريدة اليوم، وجريدة الوطن، ومجلة الاقتصاد، وإدارة الإعلام والنشر بغرفة الشرقية، فلا بد أن أكون متأثرا بمعطيات الحراك الاقتصادي والتحوّلات الاجتماعية الناجم عن تطورات الوضع الاقتصادي.

وأضاف: من يعمل في مجال لابد أن تكون اهتماماته منطلقة من هذا المجال، منوها بأن الوضع الاقتصادي هو مفتاح الحل لكثير من مشاكلنا الاجتماعية.

وحول النسق الروائي الذي ينتجه قال: ”أسعى لأن أقدم شيئا مميزا، وآمل أن تكون هذه الروايات والروايات القادمة مساهمة في رفد الساحة الثقافية بشيء ما، مع الإعتذار لكل من سبقوني في هذا المضمار، فكلّهم مميزون، وأصحاب فضل، وإبداعهم مشهود له“.

وعن سرّ التحوّل من الكتابة الصحفية اليومية، والتي تتناول الأخبار والتقارير والتحقيقات، إلى الروايات والقصص قال العيد بأن هذا السؤال سبق أن أثير أمامه، وقال بأنه لم يكن يريد أو يرغب في دخول عالم الأدب لكنّه بحكم الموهبة الربّانية فهو شاعر ونشأ محبا للأدب والروايات والقصص منذ نعومة أظفاره.

ونوه بأنه حينما التحق بالجامعة ودرس اللغة العربية تأصلت لديه الموهبة، وأجبر على متابعة المشهد الأدبي وكتابة القصص وقراءتها، والإطلاع على أصول النقد الأدبي، فاجتمعت كل هذه الظروف في صقل موهبته الأدبية.

ورأى أن الصحافة الورقية قد تراجعت كثيرا، ولم تعد محفزة له، منوها بأنه لم يتركها بالكامل وإنما ترك العمل اليومي، فمازال محررا صحفيا في غرفة الشرقية، وقضى سنوات عدة في العمل في مجلة الخط.

وحول ما إذا كان التوجه الصحفي قد أثّر على كتاباته الأدبية قال: ”إن التأثير موجود، فأنا أسعى لأن تكون قصصي بعيده عن الحذلقة والفلسفة والإسهاب غير المفيد، وأتطلع بأن تحمل الرواية مثل الخبر الصحفي، في سهولة العبارة، وقوة المضمون، تعانق الهدف، وتسعى للمساهمة في تحقيق نقلة نوعية في مستوى التفكير، وقد نجحت إلى حد ما، من أن أجعل نفسي أديبا خلال الكتابة الأدبية، وصحفيا خلال الكتابة الصحفية“.

وقال بأن لديه ثلاث روايات متنوعة المحتوى والتوجه، واحدة منها رواية رياضية، وأكثر من ديوان شعر، ودراسة عن الشاعر الشعبي الراحل عيسى بن محسن آل عيد التاروتي، ودراسة عن «الفصل والوصل في لغة الضاد»، وكلّها جاهزة للنشر.

وبين انه صدرت له دراسة عن ”الخالفة في النحو العربي“، وكتاب «الشرطي الذي أصبح أديبا» عن أدب وحياة الراحل جاسم الجاسم.

وختم حديثه بقوله أشكر أحبائي في صحيفة جهينة الأخبارية، وقد وقفوا معي في نشر روايتي «مواقف تعانق الزمن، والهموم المحترقة».

وقال أشكرهم أيضا لأنهم قبل بضعة أعوام، تدخلوا "بشيء من الديكتاتورية" وأوقفوا المقالات التي أرسلتها لهم، وكان موقفهم إيجابيا ومحل رضا من قبلي لأنها من أجل مصلحتي، لأن بها خروجا عن النص".

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
سلام المبارك
11 / 11 / 2019م - 6:25 م
ماشاءالله عليه بركان يتفجر بالأدب والمعرفة