هل نساعد في صنع المتنمر؟
من هو الطفل المتنمر ومن أين أتى؟ هل هو فقط ابن لِأم وأب، أم كذلك ابن لِمجتمع، ومدرسة، ومن الممكن ابن لِخادمة، أو ابن بار للبائع في البقالة المجاورة.
هل يجرؤ المتنمر أن يذكر المشاعر الحقيقية التي يشعر بها دون أن توجّه له الأحكام، فهو بدون أن ينطق أي كلمة يستشعر الأحكام خارجه من عيون المجتمع من أقرب الناس إلى أبعدهم، بل لعل الأبعد ألطف حكماً عليه، لذا الكثير منا قد يتمنى الهروب لعله يتناسى بعضٌ من الذكريات، أو لعله يجد غريبٌ يعينه على نفسه التائهة.
ماذا نُريد أن نفعل كمجتمع كعائلة كبيرة وصغيرة، بماذا نريد أن نساعد؟
هل يكفي نحن الآباء والأمهات أن نجتمع سوية لتُلقى علينا مُحاضرة بعنوان «التنمر لدى الأطفال» ومن ثم نخرج ونستشعر بأننا آباء وأمهات صالحين..؟!
أم أننا بحاجة للجلوس جنباً إلى جنب مع مدمني التنمر من الأطفال «لأن الكبار قصتهم أعمق» ونعطيهم الفرصة للتحدث والتساؤل وإظهار الغضب والسخط على أياً كان أياً كان، ونطلب منهم إبداء آرائهم حول الحياة، واتخاذ القرارات والمسؤوليات السهلة والصعبة، حتى تتولد لديهم الشجاعة والقدرة على المواجهة مع الجميع.
وتكون لدينا الشجاعة والجرأة والتحكم بالنفس لنستمع للكلمات التي تُقال وللأفعال التي تخرج فهذه لحظات حقيقية.
لحظات الغضب إذا لم يتم التعامل معها والمساعدة على التحكم بها تأخذ وضعية الحقيقة.. قد يكون التنمر في أجمل أوقات البهجة وهنا كذلك تظهر حقيقة الكلمات، عندما يسخر أحدنا من الآخر قد نكون نحن أحد أوجه التنمر كذلك.
هل نريد حقا الحد من إنتشار التنمر لدى الأطفال، وجادين في إرادتنا؟
فلنكف التنمر على أنفسنا أولا، ثم عتق الضعفاء داخل دائرتنا من أحكامنا التي نطلقها بدون معرفتهم حق المعرفة وما يلوج بداخلهم فللمؤمن سبعون محمل، فلنكتشف ماهي أعذار المتنمرين من أطفالنا فهم ليس استثناء من الحديث يقول جابر بن عبدالله رحمه الله «نظر رسول الله ص إلى الكعبة فقال: مرحباً بك من بيت، ما أعظمك وأعظم حرمتك! والله إن المؤمن أعظم حرمة منك عند الله عز وجل، لأن الله حرّم منك واحدة، ومن المؤمن ثلاثة: دمه وماله وأن يُظن به السوء».
أنا أرى أننا نتحامل كثيراً على المتنمر، فلنكن عوناً لهذا المتنمر الصغير ولعائلته ونحتويه ونظن به خيراً فالمتنمرون هم أشخاص خائفون.