وقود الاصلاح الحسيني «31»
الشهيد سيف بن مالك العبدي
قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله﴾ 207.
وفي سورة الحشر: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ 23.
وقال الإمام الحسين : ﴿من كان باذلاً فينا مهجته، موطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا﴾. «01»
مازلنا مع أصحاب الامام الحسين الذين اختفت أكثر تفاصيل سيرتهم عن منابرنا الحسينية، والذين استشهدوا مضحيان بأنفسهم في سبيل معتقدهم، فقدموا أرواحهم فداء لإمامهم، رغم أن إمامهم مطلوب وحده، ولو ظفر به ما أبه بغيره.
ونحن هنا نحاول تجميع سيرهم المتناثرة هنا وهناك، بين صفحات التاريخ، ولو إنها زهيدة لا تشفي عطش الباحث ونهم المحقق، وقد تكون كتبت بأيدي معادية لفكر الإمام الحسين . «01»
ولا يخفى أن شهدائنا نماذج بشرية أصبحت شوكة في عيون الجائرين والمعتدين على حقوق المساكين، نماذج أوجدت نهجاً تحررّياً مشبعاً بروح التقوى والإخلاص، ظل على مدى التاريخ سبباً في سلب النوم من عيون الجبابرة والمتكبرين، يقض مضاجعهم على الدوام، وهذا النموذج قد أظهر هوية إنسانية جديدة، قدمها الحسين درساً في الحريّة والمروءة حتّى لغير المسلمين. «01»
وبين أيدينا الجوهرة الواحد والثلاثين من هذه السلسلة المباركة، وهو شهيد التحق بركب شهداء الإصلاح الحسيني، ضمن الذين استشهدوا في الحملة الاولى في يوم عاشوراء، وهو من جملة الأصحاب الغَيارى الذين دافعوا عن الحقّ، وُلبّوا نداءَ إمامهم سيّد شباب أهل الجنة، أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه وهو:
الاسم: سيف بن مالك العبدي
الشباك: ضريح شهداء كربلاء
الوفاة: عاشوراء عام 61 هـ .
المدفن: الحرم الحسيني الشريف
بلد الإقامة: البصرة
سبب الشهرة: من شهداء معسكر الحسين يوم عاشوراء
الأعمال البارزة: الالتحاق بالحسين في بطحاء مكة «01»
سيف بن مالك العبدي، أحد شهداء واقعة كربلاء. ويعد من شيعة البصرة وممن بادروا بالانضمام إلى الحسين رغم الرقابة الشديدة من قِبَل ابن زياد، حيث كانوا قد اجتمعوا في دار مارية ابنة سعد أو منقذ العبدي بعد موت معاوية وهم يتذاكرون أمر الإمامة. «01»
هو سيف بن مالك أو سيف بن عبدالله، العبدي البصري. وقد يُقال: النميري من عبد قيس أهل البصرة. والعبدي نسبة إلى عبد القيس من ربيعة بن نزار، من العدنانية «عرب الشمال»، والمنتسب إليه يُخيَّر بين القول «بالعبدي» أو «العبقسي». «01»
لما وصل خبر الحسين ورسائله إلى شيعة البصرة، عزم يزيد بن ثبيط - وهو من عبد القيس - على الخروج إِلى الحسين ، فانتدب معه نفر بينهم ابنيه وسيف بن مالك، رغم مراقبة ابن زياد ورصده لارتيادات الناس، خرجوا حتى انتهوا إلى الحسين ، ودخلوا في رحله بالأبطح من مكة، ولازموه حتى وصلوا كربلاء. وعدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الحسين . «01»
لما كان يوم الطف، تقدم سيف إلى القتال بين يدي الإمام الحسين ، فقاتل حتى قُتِل مبارزةً بعد صلاة الظهر.
وقالوا: قُتِل في الحملة الأولى مع من قُتل قبل الظهر.
ورد اسم سيف في زيارة الشهداء، ووقع التسليم عليه: «السلام على سَيْف بن مالك»، وفي الزيارة الرجبية: «السلام على سفيان بن مالك».
وهنا تنتهي حلقتنا الواحد والثلاثون باستشهاد ”سَيْف بن مالك“ مناصراً لأبي الضيم وابو الأحرار ومدافعاً عنه، بل مناصراً للحق الالهي، فارُ من نار سعرها جبارها لغضبه، إلى جنة عرضها السماوات والارض، أعدها ربها لرحمته.