الصحة النفسية امتدادٌ للمواطنة
حسب الموقع الدولي للصحة النفسية، ينتحر كل 40 ثانية إنسان على وجه الأرض، والسبب بطبيعة الحال يرجع في المقام الأول إلى الخواء الروحي والزاد المعنوي، لذا كان من المناسب في كل عام أن نقف - ولو للحظات - وقفة جادة إلى مدى اهتمام الأسرة لدينا بالجانب النفسي للأبناء ومن بعد ذلك المجتمع، لربما تكون هناك حوادث شتى يغيب الوعي الاجتماعي عنها ولا نعطي جانبًا من الاهتمام.
وللأسف هناك قصور واضح في الإعلام المرئي والمقروء في طرح هذا اليوم العالمي بشيء من الجد والمتابعة، فلو نظرنا بنظرة المتابع الحثيث يرى غياب التعريف وعدم وضوح الرؤية، وبالتالي تبدأ الصحة النفسية للفرد تفاقم نتيجة عوامل كثيرة، أهمها العامل الاقتصادي.
الصحة النفسية تعني القدرة على التوازن النفسي للقيام بمهام المواطنة والسعي لبناء مجتمع حي قادر على التطوير والتغير في التركيبة الاجتماعية بالأسلوب الأمثل.
تتحمل الدولة الجانب الأكبر في نشر ثقافة الوعي الصحي بالتركيز على ثلاث جهات رسمية بنوع من الضغط والتأثير، وهي: وزارات الصحة والتعليم والإعلام، هذا المثلث الرسمي - في نظري - الذي يقوم بالتأثير المباشر على البنية الفكرية للمجتمع.
كثير منا يعيش حالة من الضغط النفسي نتيجة الحالة المعيشية، ولكن هذا لا يعني الاستسلام لها، فالله وعد المؤمنين بالثواب والأجر، وكلما كان الإنسان أقرب لله كانت حياته سعيدة وجميلة ومؤثرة في صعيد أسرته ومحيطه.
من المؤسف حقًا أن يموت على مستوى العالم قرابة 800 ألف باختلاف الأسباب: مادية، روحية، اقتصادية، فكرية، دينية، تتراوح أعمارهم ما بين 15 و30، لو ركزنا على الدور الروحي والمادي للإنسان لساهمنا في حل كثير من الأزمات النفسية.