تربية لقمان
من الجميل أن تحضر دورة تربوية... من الجميل أن تقرأ كتابًا يتحدث عن التربية... والأجمل أن تطبق هذه القواعد مع أطفالك في حياتك اليومية.
لقمان الحكيم ”لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين أحب الله فأحبه ومن عليه بالحكمة“ كما ورد عن رسول الله ﷺ [1]
هذا المربي الحكيم قدم لنا أرقى نماذج التربية، وأفضل الوصايا التربوية حينما عقد مع ولده جلسة تربوية، وأفاض عليه من الحكمة في سبيل بناء شخصية إيمانية ومتزنة في سلوكها وفي تعاملها مع الآخرين، ومن بين هذه الوصايا نذكر:
﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ﴾
ها هو المربي الحكيم يثبت مبدأ الرقابة الذاتية والتي تعد من أكثر الوسائل التربوية فاعلية في صياغة شخصية الطفل فهي تمثل شعور داخلي وقوة ضابطة للطفل نابعة من إيمانه بمراقبة الله تعالى في السر والعلن.
علينا أن نربي الطفل على الاهتمام بعمله وأن لا يستهين بالأخطاء مهما كان حجمها، روي عن الإمام الصادق أنه قال: اتقوا المحقرات من الذنوب فإن لها طالبا، لا يقولن أحدكم: أذنب وأستغفر الله، إن الله تعالى يقول: ﴿إن تك مثقال حبة من خردل...﴾ وروي عن رسول الله ﷺ قوله: لا تنظروا إلى صغر الذنب ولكن انظروا إلى من اجترأتم [2] .
﴿لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ﴾
اغرس في نفسية طفلك صفة التواضع للناس وعدم التكبر عليهم، فلا يتحدث معهم بنبرة التكبر، ولا ينظر إليهم نظرة المتكبر، ولا يمشي بينهم مشي المختال المغرور، فقد جاء في حديث عن رسول الله ﷺ: «من مشى على الأرض اختيالا لعنته الأرض ومن تحتها ومن فوقها» [3] . واجعله يتعامل معهم بكل عفوية وتواضع.
وكل من يتحلى بهذا الخلق فإنه سيكون محبوبًا بين الناس، روي عن الإمام علي أنه قال: ثمرة التواضع المحبة، ثمرة الكبر المسبحة [4] .
ما أجمل أن يحقن الأب في أوردة ابنه جرعات من الود العميق والحب والتواضع للأخرين.
﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾
القصد في المشي يعني لا المشي السريع ولا هو المشي البطيء، إلى حد أن الذي يمشي معك قد يُصاب بالسأم والضجر من مشيك.
القصد في المشي يعني المشي بسكينةٍ ووقار، ذلك لأن صاحب الحركة المعتدلة هو إنسان معتدل متزن رصين، قد ترجم كل معاني الاعتدال والاتزان المحتفظ في نفسه إلى واقعه المنظور.
روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: سرعة المشي يذهب ببهاء المؤمن. وروي عن الإمام الصادق أنه قال: المشي المستعجل يذهب ببهاء المؤمن، ويطفئ نوره [5] .
﴿وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚۚ﴾
عندما تتحدث مع الآخرين ليكن حديثًا وكلامك معتدلًا، لا يسبب الازعاج للأخرين ومن ثم النفور منك.
هل تعلم أن صوتك يدل على شخصيتك ويكشف عما في قلبك من عواطف وشعور. ويعرفه بعض علماء النفس أنه بطاقة التعريف عنك، كما أن وضوح صوتك وسرعته وقوته سمات تدل على شخصيتك، فيمكنك التأثير على 38 % من المحيطين بك من خلال صوتك وأسلوب كلامك.
لذلك احذر من أن يكون صوتك مصدر إزعاج أو تلوث صوتي، يقول الرسول الأكرم ﷺ: ”إنَّ الله يُحبُّ الصوت الخفيض، ويبغض الصوت الرفيع“ [6] .
وتذكر أن الصوت الهادئ له تأثيره على هيبة ووقار الإنسان.