وقود الاصلاح الحسيني «20»
الشهيد نعيم بن عجلان الأنصاري
قال تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ» 207 آل عمران. وقال: «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» 23 الحشر.
قال الإمام الحسين : «من كان باذلاً فينا مهجته، موطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا». «01»
لانزال مع اصحاب الامام الحسين ، الذين اختفت تفاصيل سير أكثرهم عن المنبر الحسيني، ومع الذي استشهدوا في الحملة الاولى، ومع الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل معتقدهم، ومع الذين قدموا ارواحهم فداء لإمامهم، ومع الذين رغم علمهم أن القوم يطلبون الإمام وحده، ولو إنهم ظفروا به ما أبهوا بغيره. ونحن هنا نحاول تجميع سيرهم المتناثر هنا وهناك، وتجميع تاريخهم المخفي عنا في صفحات التاريخ، محاولين استخراج سيرهم الحقيقية، ولو إنها كتبت بأيدي معادية لفكر الإمام الحسين .
وبين أيدينا في هذه الحلقة الجوهرة العشرين من خرزات هذه السلسلة المباركة، الخرزة التي التحقت بركب شهداء الإصلاح الحسيني، الخرزة التي استشهدت ضمن الذين استشهدوا في الحملة الاولى في يوم عاشوراء، وهذه الجوهرة هي:
الاسم: نعيم بن عجلان الأنصاري
تاريخ الوفاة: سنة 16 هـ .
سبب الوفاة: الاستشهاد يوم عاشوراء
مكان إقامة: الكوفة
سبب الشهرة: نصرته للإمام الحسين واستشهاده معه
اللقب: الخزرجي «01»
هو نعيم بن - عجلان أو العجلان - «بن عمرو بن عامر بن زُرَيق بن عامر بن زُرَيق بن عبد حارثة بن مالك بن غَضب بن جُشم بن الخَزْرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مُزَيْقياء بن عامر ماء السّماء ابن حارثة الغِطْريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزْد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يَشْجُب بن يَعْرب بن قحطان، من ولد سام بن نوح أو هود»، أو بن النّعمان بن عامر بن زريق الأنصاريّ «والانصار هم أهل المدينة من الصحابة من أولاد الأوس والخزرج، وقيل لهم الأنصار لنصرتهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم». وقد كان هو وأخواه النّظر والنّعمان أدركوا النّبيّ ﷺ ، وقد كساه شرفاً على شرف الشّهادة، تسليم الإمام عليه بالخصوص في زيارة النّاحية المقدّسة والزّيارة الرّجبيّة. «01» وكان النضر والنعمان ونعيم إخوة من أصحاب أمير المؤمنين ، ولهم في صفين مواقف فيها ذكر وسمعة، وكانوا شجعان شعراء. «02» ونعيم بن عجلان الأنصاري من أصحاب الإمام الحسين ، ومن المستشهدين يوم عاشوراء «سنة 61 ه»، وكان هو وأخواه النعمان والنظر ممن أدركوا النّبيّ ﷺ . «01»
النعمان بن عجلان:
وقال الشيخ المفيد في كتابه «الجمل»: أن «النعمان بن عجلان» من جملة مبايعي أمير المؤمنين ، الرّاضين بإمامته، الباذلين أنفسهم في طاعته. وكان عاملاً له على البحرين وعمان، وهو الذي خلف على خولة بنت قيس الأنصارية، بعد قتل حمزة بن عبد المطلب، وكان لسان الأنصار وشاعرهم، وقال عنه المامقاني: مقتضى ما ذكر كون الرّجل اماميّاً ممدوحاً، بل الأقوى وثاقته لعدم استعمال أمير المؤمنين غير العدل الثّقة الأمين كما هو واضح، وعليه فيكون الرّجل من الحسان. «01»
النظر بن عجلان:
ذكر أصحاب التراجم: أنَّ النظر بن عجلان من أصحاب أمير المؤمنين علي ، وكان فارساً، شاعراً، شهد معه وقعة صفين سنة 37 هـ ، وله شعر فيها منه:
قد كنت عن صفين فيما قد خلا وجند صفين لعمري غافلا
قد كنت حقاً لا احُاذر فتنة ولقد أكون بذاك حقّاً جاهلا
فرأيت في جمهور ذلك معظماً ولقيت من لهوات ذاك عياطلا «03»
كيف التفرق والوصي إمامنا لا كيف إلا حيرة وتخاذلا
لا تعتبن عقولكم لا خير في من لم يكن عند البلابل عاقلا
وذروا معاوية الغوي وتابعوا دين الوصي تصادفوه عاجلا «01»
ومات النعمان والنظر ابنا عجلان الأنصاري في خلافة الإمام الحسن وبقي أخوهما نعيم. «01»
بعد وفاة أخويه في خلافة الإمام الحسن بقي نعيم في الكوفة، فلمّا ورد الإمام الحسين إلى العراق، سار من الكوفة والتحق به في كربلاء. «01»
فلمّا كان اليوم العاشر، تقدّم نعيم بن عجلان إلى القتال، فقاتل حتّى قُتل في الحملة الاُولى، الّتي هي قبل الظّهر بساعة. «01»
ورد السلام على نعيم بن عجلان الأنصاري في زيارة الإمام الحسين أوّل رجب والنّصف من شعبان أو في الأربعين بقول: السّلام على نُعَيم بن عَجلان، وفي زيارة الناحية المقدسة بقول: السّلام على نعيم بن العجلان الأنصاريّ. «01»
وهنا تنتهي حلقتنا هذه باستشهاد ”نعيم بن عجلان الأنصاري“ مناصراً لأبي الضيم وابو الأحرار ومدافعاً عنه، بل مناصراً للحق الالهي، منقذاً نفسه من نار سعرها جبارها لغضبه، متوجه إلى جنة عرضها السماوات والارض، أعدها ربها لرحمته.
المصادر: «01» «ويكي شيعة» - «02» «شبكة كربلاء المقدسة» - «03» «كتاب وقعة صفين - نصر بن مزاحم المنقري الكوفي»