آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

الفقد موجع ”العبيدي والحصار والشويكي“

جمال الناصر

وطالما غيب الفقد لنا أحبة، بفقدهم نستذكر الأحبة. أيها الموت، لكم أحزنت قلوبنا، ونثرت على أرواحنا، رداء الحزن، أيها الموت رفقًا، الفقد موجع، ويوجع. في بضع أيام فقدنا في القديح المرحومة فضيلة العبيدي، التي كان لها تواجدها الروحي في اتساع أفق الأمكنة، لتدخل قلوب كل من عرفها، أو تعامل معها، الآذان والقلوب، التي لا زالت تستذكر دمعتها في مأتم الحسين . ذات غفلة من الوقت، أو يقظة من الحقيقة، الحقيقة أن الموت حق، وهذا أمر الله سبحانه وتعالى، وكل نفس ذائقة الموت ”وقهر عباده بالموت والفناء“ هي اللحظة، تفارقنا - العبيدي -، دون أن تودع أحبتها، أن تخبرهم بالغياب، أن تقبل عيني فلذات كبدها، أن تمسح على جبينهم، رحلت الفاضلة - فضيلة -، لتصافح أحبتها من عالمها، الرضا، تغرس قلبها في خطواتهم، حاضرة في كل من عرفها، لتسكن في وجدانهم. إن القلوب الصافية، المؤمنة، القلوب، التي تجد في خدمة الآخرين روحًا وريحانًا، لا يخترقها النسيان، تظل في ذاكرتهم، ليذكروا أفعالها، وأنفاسها النقية.

ومن فقد إلى فقد، الشاب بدر الحصار، يخطفه الموت، في حين انتظار ابتسامته، تعانق أحبته..، لم أعرفه إلا، كصورة، حاولت مرارًا، أن تسعفني الذاكرة، لأبحث عنه في بستانها، لم أستطع، ليأخذني وجع الفقد بالجلوس، مع أخي ورفيقي، أنيس الروح سعيد مسقلب، المفجع بفقده، - مسقلب -، خال الفقيد - الحصار -، بين يديه، أخذ يتحدث عنه، أبصر عينيه حمراوتين، أشعر به، لكنه لا يشعر بي، كأنما، يناغيه. يا له من فقد، لم أجد صديقي سعيد مكسورًا، كيوم فقد - بدر -، أكان موعدًا لكل الفقد، أن تعيد على قلبي ذكرياته، أن أبكي، مع بكاء قلبك وروحك.

وهل تخبرني، ماذا عن سجادتك، أيها السيد المؤمن، عن حنانك، ودفء عينيك، أكنت، تخبرنا برحيلك بغتة، السيد علوي هاشم الشويكي، أينها ابتسامتك الأبوية، آه، وألف آه. كانت، هي بضع دقائق، أحسست فيها بكل ما تحمله ما بين جنبيك وروحك، حينها، ولأول مرة أبادلك الحديث في مدينة رسول الله ﷺ، لم أكن أعلم، أكانت كلماتك الأولى، أم ابتسامتك، أم طهر روحك. رحلت أيها السيد الخير، لتجعلنا نعاني ألم الفقد، أن تلفنا الغربة، لنبصرك في كل الزوايا.

الراحلون الأنقياء، باقون في ذاكرتنا، وما سر السماء أن نجومها، لازالت تضيء برغم التراب، ولا زالت نبضات عيونها، تحكي الحياة بأنفس النبضات، فإن غيب الموت نبضها، فالروح تبصر ثغرها، والقلب ينبض من التراب نبضات حياته.