نعم يصلح العطار ما أفسد الدهر!
في عالمِ اليوم المثقل بالتحديات في كلِّ شيءٍ تقريباً تشيخ المرأةُ وتهرم، وكذلك الرجل، وهما لا يزالانِ في مقتبل العمر. تسرق الأيام النظرة البراقة وتغزو التجاعيدُ الوجنات والجبين وكل وجبة تزيد رطلاً من الوزن، والسؤال يبقى: هل انتهى كل شيءٍ فلا حلَّ سوى أن نؤمنَ أن الشيبَ ليس عيباً والكرشَ سمةُ الوجاهة؟
بالطبع ليس كذلك، الطبيب الحاذق اليوم هو أصدق من العطار. مباضع الطبيبِ الناعمة وإبر التجميل الخفيفة اللسعة تُعيد كثيراً من النضارةِ والبريق إلى الوجهِ المتعب في دقائق وتنقص الوزن حتى تحسب أنك صرتَ في رشاقةِ المها. تعودنا أن نخفي مشاعرنا عن بعضنا ولكنها قد تنفجر لأتفهِ الأسباب فلابد أن يكون سهلاً علينا أن نحارب سنواتِ الشيخوخة ما استطعنا فالحياة تستحق أن نعيشها في راحةٍ قدر ما نستطيع. في عملي كطبيبة جراحة أعدتُ البسمةَ والنظارة والثقةَ في النفس لكثيرٍ من الشفاهِ والوجوه.
بعد أيام تنزع الدنيا عنها ثوبَ الصيفِ القاسي فهلا فكرتِ إذا كنتِ ممن يحتاج العطار بأنَّ العطارَ صار أحذق وأرق وأدق مما كان عليه، لم يعد يستعمل العشب بل المباضع الناعمة وفي لحظاتٍ سوف ترينَ آثار السنين خفتت. بالطبع لا أحد يحلم أن العمرَ فعلاً يعود للوراء ولكن معدلات الأعمار اليوم وتصنيف الشباب حتى الستين والسبعين من العمر لابد أن يكون دافعاً لنا لنبقى شباباً قدر ما يسمح لنا القدر.
رأيت إعلاناَ ذات مرة ولعل الكثير منكم يعرفه مكتوبٌ فيه ”أصلحها ولا ترميها“، أليس حقاً وواجباً علينا أن نصرف بعضَ المال في شيءٍ أهم من الآلة وتوافه الحاجات، ذلك الشيء هو نحن أو من نحب. تبقى النصيحة الأهم: نحن نسأل عن أفضل الأشياء التي نستهلكها، إذاً لازمٌ لنا أن نعرف العطار!