آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

تراكم الأعمال... استنزاف الطاقة

رضي منصور العسيف *

مشغول جدًا... عندي مليون شغلة...

هكذا يشتكي البعض من الانشغال المفرط، وعدم قدرته على إنجاز بعض الأعمال، أو ربما ينجزها ولكن بصورة غير مرضية، وربما البعض يصاب بالإحباط بسبب عدم قدرته على الإنجاز... وربما يكون البعض في مأزق نتيجة تراكم الأعمال...

كيف نتخلص من هذه المشكلة؟

إليك بعض المقترحات السريعة

لا تكن قاسيًا مع ذاتك:

لا تحاول دائمًا أن تسعد الآخرين على حساب سعادتك الشخصية وراحتك... أنت أيضًا بحاجة إلى الاهتمام.. والحنان.. والراحة...

لا تستنزف كل طاقتك وتمثل دور «البطل» وتعمل المستحيل لإرضاء الناس، ولا تلزم نفسك بالتزامات ليست واجبة عليك، وعليك أن تكون واعيًا بحدود دورك وحدود طاقتك فلا تجامل أحدًا على حساب راحتك.

ولا تأول كلمة الإمام علي : المؤمن نفسه منه في تعب والناس منه في راحة «1». فلها تفسير آخر ليس هنا محله.

تخلص من عادة التأجيل والتسويف

تتراكم الأعمال بسبب عادة التسويف والمماطلة والتأجيل، وقد يكون التسويف عادة بسيطة ولكنها قد تتأصل في الذات وتكون مشكلة نفسية يعرّف الأطباء على أنها حالة فقدان الشهية للعمل أي فقدان الرغبة في إكمال شيء ما.

لذا كن على حذر من هذه العادة ولا تدعها تأخذ بعدًا عميقًا في ذاتك. يقول أحدهم إليك هذه النصيحة العملية: ‏ ‏ «‏لن ترتاح من مسؤولية موكلة اليك إلا عندما تنجزها. ‏ لا تدعها تبقى جاثمة على قلبك، ‏ بل أنجزها وأرِح بالك منها باقي النهار‏».

وتذكر قول الإمام الباقر : إياك والتسويف، فإنه بحر يغرق فيه الهلكى «2».

كيف تقول لا بلباقة

قول كلمة ”لا“ مهارة لا يتقنها الكثيرون، خاصة إذا كانت موجهة لشخص ما له مكانته في نفسك فتخشى من ردة الفعل وتأثيرها على علاقتكما، لذلك لابد أن تتعلم قول كلمة ”لا“، وتعرف متى يجب أن تقولها، وكيف تعبر عن سبب رفضك.

هناك طرق عديدة للرفض بوضوح وأدب من دون استخدام كلمة لا مباشرة مثل“كنت أود ذلك ولكنني مشغول جداً”،“ربما في وقت آخر”،“سأفكر في الأمر”،“غير مناسب لي حاليا”، ”الوقت ليس مناسب لي”.

تقول الكاتبة ”كورين سويت“: ”إن من يقول“ نعم ”طوال الوقت، بدلاً من“ لا ”عندما يريد قولها، لا يكون عادة سعيد جدًا، ولا يشعر أيضاً بالرضا عن نفسه، وقد تبدو الحياة مليئة بالأعباء، وما يثير الحزن هو شعوره بأنه ينبغي عليه تجنب الآخرين وعزلهم عن حياته، بدلاً من أن يتعلم كيف يتعامل معهم جيدًا“

فوض أعمالك

فوض.. فكونك قادرًا على القيام بشيء ما، لا يعني بالضرورة أنه ينبغي عليك القيام به بنفسك.

لكي نتخلص من مشكلة تراكم الأعمال علينا أن نتعلم مبدأ «التفويض» وهو لا يعني التخلص من العمل ورميه على الغير بطريقة عشوائية، بل هو القيام بتكليف شخص معين للقيام بمهمة معينة خلال إطار زمني معين.. مع تحمّل مسؤوليات محددة.

وعندما نمارس هذه المهارة سنحقق عدة فوائد منها التخلص من العبء والضغط النفسي، ومضاعفة الإنتاجية.

يمكنك تطبيق هذا المبدأ في منزلك، عملك... وستجد تلك النتائج الإيجابية.

انظر لصحتك

قامت منظمة الصحة العالمية أخيرًا بإدراج إرهاق العمل أو الإرهاق الوظيفي ضمن قائمة التصنيف الدولي للأمراض والمشاكل الصحية المُعترف بها.

عندما تشعر باستنزاف الطاقة وعند زيادة المشاعر السلبية وعند تراجع الكفاءة المهنية. وعندما تشعر بأنك تنجرف نحو شلل تراكم الأعمال عليك التوقف حالا والنظر لصحتك:

فخصص وقتًا للرياضة، تناول طعامًا صحيًا، وخذ قسطًا كافيًا من النوم.

الهوامش:

1»: ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 1 - الصفحة 66

2»: ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 - الصفحة 1388

كاتب وأخصائي تغذية- القطيف