وقود الاصلاح الحسيني «19»
الشهيد مسلم بن عوسجة الاسدي
قال تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ» 207 آل عمران. وقال: «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» 23 الحشر.
قال الإمام الحسين : «من كان باذلاً فينا مهجته، موطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا». «01»
إن ما قدمه هؤلاء الأبطال يفوق الوصف، فإنهم فتية آمنوا بربهم وبرسوله ووصيه، فزادهم الله هدى وإيماناً بإمامة سيد الشهداء ، وقضيته العادلة، فوطّنوا أنفسهم على الموت. فكانوا مصداقاً لقول سيدهم الإمام الحسين : «من كان باذلاً فينا مهجته، موطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا»، فعانقوا هذه الحقيقة وساروا عليها، وآثروا الموت على الحياة في ذل. «08» هؤلاء هم اهل الكوفة الحقيقيون، المناصرون لأبي عبدالله ، اعيانهم وشخصياتهم قاتلت بشراسة دفاعاً عن امير المؤمنين، وعن الإمامين الحسن والحسين ، ولكن اعلام الخصم يبدل الحق بالباطل والباطل بالحق. «09»
فها هنا تجلى الحب والإيثار بأجمل التعابير، فليس من المهم أن نتعلم، بل المهم هو كيف نتعلم وممَن. فأصحاب سيد الشهداء وعلى رأسهم بن عوسجة هم خيرة المعلمين، الذين أظهروا التضحية والإباء أفعالاً في كربلاء، وسجلوا أسمائهم بدمائهم على أرض المعركة، وخُلِدوها باستشهادهم. «10»
بين أيدينا في هذه الحلقة، الجوهرة التاسعة عشر من خرزات هذه السلسلة المباركة، والتي التحقت بركب شهداء الإصلاح الحسيني، واستشهدت ضمن الذين استشهدوا في الحملة الاولى في يوم عاشوراء، وهذه الجوهرة هي: الاسم: مسلم بن عوسجة الأسدي
مكان الولادة: الكوفة
تاريخ الوفاة: يوم عاشوراء 61 ه
سبب الوفاة: استشهد مع الحسين
المدفن: كربلاء - حرم الإمام الحسين
سبب الشهرة: من أصحاب النبي ﷺ والإمامين علي والحسين
أعماله البارزة: نصرته لمسلم بن عقيل والإمام الحسين «01»
هو مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، أبو حجل الأسدي السعدي. كان رجلاً شريفاً كريماً عابداً متنسكاً، كوفي من صحابة الرسول الأعظم ﷺ والائمة: علي والحسن الحسين ، ورد السلام عليه في زيارة الشهداء. كان طاعناً في السن، أبى أن يحيا كالعبيد، وأبى أن يبايع يزيد بن أمية، فاستشهد في كربلاء. كان صديقاً مقرباً من مسلم بن عقيل، فعندما علم باستشهاده، شعر بالإحباط وأراد أن يعوض خسارته، فأصر على الالتحاق بجيش الإمام ، والقتال معه والوقوف بجانبه. ولقد أعطى الإمام الحسين لجميع أصحابه إذناً عاماً في البروز والقتال، إلا عدد قليلاً منهم أعطاهم إذناً خاصاً، وعلى رأسهم بن عوسجة، لكبر سنه، فلقد عقد عمامته حول بطنه ليشد بها انحناء ظهره، فكانت له مكانة عظيمة ومرموقة عند أهل البيت . «10» وجاء في أحد المصادر أنه كان اسن من الحسين بعشر سنوات، لكنه لم يشارك في معارك النبي ﷺ، لأنه كان فتياً، ولقد سمع من النبي صلى الله عليه واله، وروى عنه الشعبي في روايات العامة. «09» كان الشهيد البطل بن عوسجة الاسدي وقبيلته من المناصرين للإمام علي بن ابي طالب وللإمام الحسين عليهما السلام، ومن الذين ذاقوا الوبال تلو الوبال من بني امية، ومعظمهم كانوا في السجون. لذا هو من الشخصيات اللامعة والمكتملة، رجل مسلح بالعلم، يتكلم في سيرة رسول الله ﷺ وأهل ابيته، ويدافع عن معتقدات محبي اهل البيت بلسانه. «09»
كان من أبطال العرب في صدر الاسلام، وشهد يوم ”أذربيجان“ وغيره من أيام الفتوح. «01» وجاء في التاريخ إنه في السنة «22» من الهجرة النبويّة المباركة، وقف جيش الإسلام على أبواب أذربيجان وهي أقصى حدود البلاد الإسلاميّة من جهة الشمال يومذاك، وكان بن عوسجة في طليعة الجيش الإسلاميّ الذي دكّ حصون الشرك. «11» قضى بن عوسجة فترة في السجن تحت قصر الامارة في الكوفة، وكان شخصية لا يمكن الواءها بأي صورة من الصور ابداً، فهو من شجعان ذلك العصر. وبعد أن أطلق سراحه غاب، وحاول ان يختفي في الشعاب، وابن زياد يبحث عنه، إلى ان استطاع الالتحاق بأبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه. ولما التحق به استبشر به أبوعبدالله . وتقول عنه المقاتل: أنه قاتل يوم عاشوراء في المقطع الاول: يعني الوجبة الاولى او الساعات الاولى، وكان يقاتل بشراسة. «09» وكان شيخاً قارب السبعين، لكنه كان يجيد فن القتال، تعلمه من امير المؤمنين ، فتراه يقاتل العشرة والخمسين رجلاً لوحده. حتى عندما برز للقتال ضد عمر بن الحجاج وسريته، برز لهم وحده وقاتلهم ساعة كاملة على كبر سنه. وقبل ذلك طلب من الامام الحسين ان يقتل شمر بن ذي الجوشن عندما اقترب من الخندق خلف مخيم الحسين . فقال له الإمام : أكره ان نبدأهم بقتال. «04»
قيل إن بن عقيل نزل في بيت بن عوسجة الأسدي لمّا دخل الكوفة، فتسامع أهل الكوفة بقدومه فجاؤوا إليه يبايعونه، وحلفوا له لينصرنه بأنفسهم وأموالهم، فاجتمع على بيعته من أهلها اثنا عشر ألفاً، ثم تكاثروا حتى بلغوا ثمانية عشر ألفاً، فكتب بن عقيل إلى الحسين ليقدم عليها، فقد تمهدت له البيعة والأمور، فتجهز الحسين من مكة قاصداً الكوفة. وكان بن عوسجة مناصراً لابن عقيل عند قدومه إلى الكوفة، وكان يهيئ له المال والسلاح، ويأخذ البيعة من الناس للإمام الحسين . واختار مسلم بن عقيل قيادات لمناصريه في الكوفة، لضرورة التنسيق بينهم، فجعل بن عوسجة على ربع مذحج وأسد. «01». ولعب بن عوسجة الاسدي رضوان الله تعالى عليه والمختار بن ابي عبيدة الثقفي، وسليمان بن صرد الخزاعي، وهاني بن عروة، دوراً فعالاً في التنسيق مع بن عقيل صلوات الله وسلامه عليه. ولعلها احدى الجنايات التي نسبت إليهم من قبل ابن زياد اول وصوله الكوفة. «09»
وعثر عبيدالله بن زياد على موضع بن عقيل من خلال بن عوسجة، بعد أن أرسل إليه جاسوسه ”معقل“ طالباً منه أن يدلّه على بن عقيل، بحجة تسليمه الأموال ومبايعته، فدله بن عوسجة على بن عقيل. «01» في ظن المتتبع إنه كان على بن عوسجة رحمه ألله أن يحذر أكثر ويحتاط، حتى يطمئن تماماً إلى حقيقة وهوية الجاسوس، قبل أن يدله على مكان بن عقيل رضي الله عنه، ويستأذن له في الدخول عليه، ليخترق بذلك الحركة من داخلها. لكن ما وقع فعلاً ليس عدم أخذ ابن عوسجة رحمه ألله الحذر والحيطة، ولكن معقلاً كان فعلاً «ماهراً في صناعته، وخبيرا فيما انتدب إليه». أما سهولة تعرفه على ابن عوسجة رحمه ألله، فلا تحتاج إلى كثير جهد ومشقة، إذ كان رحمه ألله وجهاً شيعياً معروفاً في الكوفة، وقد كشف له معقل عن سر سهولة تعرفه عليه حين قال له «سمعت نفراً يقولون: هذا رجلُ له علم». «05»
إنّ بن عوسجة بعد القبض على بن عقيل وهاني ابن عروة وقتلهما، اختفى مدة، ثم فر بأهله إلى الحسين ، فوافاه بكربلاء وفداه بنفسه. «01»
حضر مسلم بن عوسجة معه زوجته وابنه في واقعة كربلاء. ويذكر المؤرخون أنّ خلف ابن مسلم بن عوسجة خاض الحرب يوم عاشوراء إلى جنب أبيه، واستشهد في تلك الواقعة. «01»
في ليلة عاشوراء لما جنّ الليل جمع الإمام الحسين أصحابه وقال: "هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني، فهؤلاء القوم لا يريدون غيري. قام بن عوسجة قائلاً: نحن نخليك هكذا وننصرف عنك، وقد أحاط بك هذا العدو، لا والله لا يراني الله أبدا وأنا أفعل ذلك، حتى أكسر في صدورهم رمحي، وأضاربهم بسيفي ما ثبت قائمة بيدي، ولو لم يكن لي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم أفارقك أو أموت معك. ثم قال: والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أحيا ثم أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك، وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً. «01»
كتب الشيخ المفيد في الإرشاد: أنّ أصحاب الإمام الحسين ألهبوا النار في الخندق من ورائهم، لكيلا يأتوهم من الخلف، وأقبل القوم يجولون حول بيوت الحسين ، فيرون الخندق في ظهورهم والنار تضطرم في الحطب والقصب الذي كان ألقي فيه، فنادى شمر بن ذي الجوشن بأعلى صوته: ”يا حسين أتعجلت النار قبل يوم القيامة؟“. فقال الحسين : ”من هذا؟ كأنّه شمر بن ذي الجوشن“؟ فقالوا له: نعم، فقال له: أنت أولى بها صليا. ورام بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين من ذلك، فقال له: ”دعني حتى أرميه فإن الفاسق من عظماء الجبارين، وقد أمكن الله منه“. فقال له الحسين : ”لا ترمه، فإني أكره أن أبدأهم“. «01» ويروي له اصحاب المقاتل لقطات في ليلة ويوم عاشوراء حين كان الحسم يقترب والحرج يتضاعف، ولكن تكالبوا وتزاحموا على ضربه وهو جريح. «09»
وكان رجزه في ساحة القتال:
إن تسألوا عني فإني ذو لبد وإن بيتي في ذري بني أسد
فمن بغاني حائد عن الرشد وكافر بدين جبار صمد «01»
وقيل: وكان الذي قتلهم مسلم بن عوسجة: مسلم بن عبد الله الضبابي، وعبدالرحمان ابن أبي خشكارة البجلي. «07»
كان ابن عوسجة من أول أصحاب الحسين الذين استشهدوا معه في واقعة كربلاء، ولقد خرج إلى ساحة القتال يوم عاشوراء، فقاتل قتالاً شديداً وصبر على أهوال البلاء، حتى سقط إلى الأرض وبه رمق، فمشى إليه الإمام الحسين ومعه حبيب بن مظاهر. «01» وجاء في الاثر أن نافع بن هلال الجملي خرج للبراز مرتجزاً: انا ابن هلال الجمليّ انا على دين عليّ. فجاء إليه مزاحم بن حريث وقال: انا على دين عثمان. فقال له نافع: أنت على دين الشيطان فحمل عليه وقتله. فلما رأى عمرو بن الحجاج ذلك، صاح بالناس: يا حمقى أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المصر، وتقاتلون قوماً مستميتون، لا يبرز إليهم منكم أحد فانّهم قليل وقلّ ما يبقون، واللّه لو ترمونهم الا بالحجارة لقتلتموهم. فقال له عمر بن سعد: صدقت، الرأي ما رأيت، فأرسل الى الناس من يعزم عليهم أن لا يبارز رجل منكم رجلاً منهم، ثم حمل عمرو بن الحجاج وأصحابه على ميمنة الحسين من نحو الفرات، وكان يحرض هؤلاء المنافقين على قتل الحسين ويقول: يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الإمام. ثم اضطربوا ساعة فصرع مسلم بن عوسجة الاسدي «رحمه اللّه». «02» فمشى اليه الحسين وهو يقرأ هذه الآية: ”فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً“ «سورة الأحزاب23»، يا مسلم رحمك الله، وأغمض عينيه ولحق بالرفيق الاعلى. «09»
قبل استشهاد بن عوسجة مشى إليه الحسين ومعه حبيب بن مظاهر يقول: عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم، أَبشر بالجنّة! فقال له ابن عوسجة قولاً ضعيفاً: بشّرك اللّه بخير. فقال حبيب: لولا أنّي أعلمُ أنّي في إثرك ولاحقٌ بك من ساعتي هذه، لأحببتُ أن توصي إليَّ بكلّ ما أهمّك، حتّى أحفظك في كلّ ذلك بما أنت له أهل من الدين والقرابة. فقال له: بلى أوصيك بهذا، رحمك اللّه! وأومأ بيديه إلى الحسين أنْ تموت دونه! فقال حبيب: أفعل وربّ الكعبة، ثم مات رضوان الله عليه. «01»
عندما تنادى أصحاب عمرو ابن الحجّاج: قتلنا مسلم بن عوسجة الأسديّ، قال شبث ابن ربعي لبعض من حوله: ثكلتكم أمّهاتكم! إنّما تقتلون أنفسكم بأيديكم، وتذلّلون أنفسكم لغيركم، تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة! أما والّذي أسلمت له، لربّ موقف له قد رأيته في المسلمين كريم! لقد رأيته يوم سَلَقِ أذربيجان قتل ستّة من المشركين قبل تتامّ خيول المسلمين، أيقتل منكم مثله وتفرحون. «01»
وقع التسليم عليه في زيارة الشهداء، وأشيد بمواقفه يوم عاشوراء، وذكر أيضاً في زيارة الإمام الحسين في النصف من شعبان عند السلام على شهداء كربلاء. «01» وقد وقع التسليم عليه في زيارتي الرجبية والناحية المقدّسة، وفي الثانية: السلام على مسلم بن عوسجة الاسدي. «03» ومما يدل على سمو مكانته العالية عند الله والمعصوم، والشرف الذي حظي به، هو سلام الإمام المهدي «عجل الله فرجه الشريف» عليه كما جاء في زيارة الناحية المقدسة، وهو أرفع وسام شرف على صدر هذا البطل المجاهد: «السلام على مسلم بن عوسجة الأسدي القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف: أنحن نخلي عنك؟ وبم نعتذر عند الله من إداء حقك؟ لا والله حتى أكسر في صدورهم رمحي هذا، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به، لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك حتى أموت معك، وكنت أول من شرى نفسه، وأول شهيد من شهداء الله قضى نحبه، ففزت ورب الكعبة، وشكر الله لك استقدامك ومواساتك امامك، إذ مشى إليك وأنت صريع، فقال: يرحمك الله يا مسلم بن عوسجة، وقرأ: منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ولعن الله المشتركين في قتلك عبدالله الضبابي وعبدالله بن خشكارة البجلي ومسلم بن عبدالله الضبابي». «12»
وهكذا أكمل مسيرته المشرّفة الموالية لآل بيت النبوّة «سلام الله عليهم» بانضمّامه الى صفّ الحسين واستُشهِاده بين يديه في معركة الطفّ الخالدة. وقد نال بن عوسجة مكانته التي يستحقّ في التاريخ، لأنّه ذاب في حبّ الحسين ، وكان طائعاً لإمام زمانه حتّى الرمق الأخير من حياته، والتي ختمها مدافعاً عن ريحانة رسول الله «صلّى الله عليه واله وسلم»، باذلاً روحه ودمه ونفسه لإعلاء كلمة الحقّ. «06» كانت هذه هي العظمة حقاً، بما تحمل من معاني السمو والشرف لدى أصحاب الإمام الحسين ، لقد كان كل واحد منهم يمثل شرف الإنسانية في جميع عصورها ومواطنها، أنه الوفاء الذي ينبض بالإيمان الذي لا حدود له، فلم يفكر في تلك اللحظة بحياته أو بأهله أو بأي شأن من شؤون الدنيا، وإنما استوعب فكره الحسين ، لذا أخلص في حبه حتى النفس الأخير من حياته. هكذا انتهت حياة هذا المجاهد بأشرف خاتمة، فكان مصداقاً لقوله تعالى «وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً». فلقد نال بن عوسجة الشرف الأعظم في الدنيا والآخرة، وسجل اسمه في سفر الخلود، بحروف حمراء، ترمز إلى ذروة العطاء البشري. «12»
وهنا تنتهي حلقتنا هذه باستشهاد ”مسلمُ بن عوسجة الاسدي“ مناصراً لأبي الضيم وابو الأحرار ومدافعاً عنه، بل مناصراً للحق الالهي، فأنقذ نفسه من نار سعرها جبارها لغضبه، وتوجه إلى جنة عرضها السماوات والارض، أعدها ربها لرحمته.