المدخّنون إلكترونيًا واقع يتمدد
صار من نافلة ثقافتنا الواعية / غير الواعية، تزايد حجم الظهور لوصف هذا المفهوم أو ذاك بالإلكتروني، ضمن حملات التسويق التجاري وفنون التصنيع للملهاة المنتهية بالموت، لنجد تكاثر الاصطلاح واجتهاد «أئمة» المصطلحين في الصياغة والتوصيف، لتشرق شمس الكسوف التي تدعى «السيجارة الإلكترونية»، التي هي سجائر ليست من النوع المعتاد، وإن صار نافخو الدخان من الجنسين يتجادلون على طاولة المفاضلة حول هذين النوعين من الدخان.
وقبل ما يقارب شهر، صارت تغريدة وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة في موقع تطاولت له الأعناق وطالعته الأبصار، حينما قال «مدير مركز الوقاية من الأمراض الأمريكي يعلن عن أول حالة وفاة بسبب الأضرار الصحية للسجائر الإلكترونية، التقارير الدولية توضح تزايد اكتشاف المخاطر الصحية لهذا النوع من السجائر، سوف نعمل على التوعية بمخاطرها، وأتطلع لدعم الجميع في ذلك».
ثمّة من يقول: إنّ حجم تزايد مشروعات المقاهي التي تقدم شيشة التدخين والأرجيلة، بما لذّ وطاب من أنواع الخلطات لدى مرتادي هذه المقاهي التي صارت تُعَدّ ضمن مشروعات الاستثمار العالية الربح، يشير إلى الحاجة لعدم التوسع في منح التراخيص لمزيد من هذه الاستثمارات العائدة سلبيًا على الشباب صحيًا وماديًا وربّما أكثر من ذلك.
والآن، ورغم تطبيق نظام الضريبة الانتقائية على سلعة مضرة كالتدخين، إلاّ أنّ حجم المدخنين كظاهرة متزايدة، يكشف عن واقع فاتك بصحة بعض مجتمعنا الشبابي.
ولأنّ ما يجري في الغرب مثلًا، هو فرض تعويضات كبيرة على شركات التدخين لكل من ثبت تضرره بسبب التدخين، فإنّ تساؤلًا عن عدم فرض مثل تلك التعويضات على كل مواطن ثبت تضرره من سجائر تلك الشركات، هو أمر جدير بأن يجد سنّ نظام مماثل، والتساؤل منقول هنا إلى بعض الجهات المسؤولة، وزارات وهيئات وجمعيات، مثل: وزارة الصحة ووزارة التجارة وهيئة الغذاء والدواء وجمعية مكافحة التدخين.
إن السيجارة الإلكترونية صارت محلّ تباهي بعض المراهقين واليافعين فضلًا عن الشباب الأكبر عمرًا، واتسع الخرق على الراقع، فتجد طالبًا بفصله يدخن سيجارته الإلكترونية، وآخرين يسهلون تسويق هذه الآفات القاتلة، التي يتحدث عنها الباحث السعودي والاستشاري في علوم البيولوجديا الإكلينيكية الدكتور محمد المحروس، إذ يشير قائلًا: أيدت ال CDC قبل ساعات ال USA - FDA بشأن سعيها لإصدار قرار يمنع تسويق منتجات السجائر الإلكترونية في الأسواق الأمريكية، في خطوة جادة منها وصريحة للوقوف بوجه انتشار التهاب الرئتين الحادّ والقاتل بين الشباب، فِي تأكيد منها على أن مثل هذه المنتجات غير آمنة.
إنّ السجائر التقليدية ترتبط بسرطانات الرئتين، والسجائر الإلكترونية e - cigarettes قاتلة بنفس التأثير، والمتاجرين بصحتنا يزدادون، وبعض المشاهد التي تعلنها الصحف المحلية وتضع أخبارًا عن مهربي الدخان المتاجرين، يوضح أنّ أولئك لا يهمهم سوى ازدياد أرصدتهم، فمتى نقول لهم ولغيرهم: كفى، توقفوا عن بيع الموت.