ثقافة زيارة المريض
في كل يوم يتوافد العديد من الناس لزيارة المرضى...
وفي غرفة صغيرة كان يرقد أحد المرضى وكانت غرفته تمتلئ بالزوار... مما أثار دهشة ذلك الممرض «فلبيني الجنسية» والذي لم يمض على مباشرته سوى بضعة أيام... سألني هل هذا المريض هو أحد الوزراء... هل هو سفير... هل هو من كبار تجار المدينة....
أجبته مبتسمًا هو إنسان عادي... ولكن ديننا الإسلامي يدعونا إلى هذا العمل «زيارة المريض»... وهناك العديد من الروايات الشريفة التي تدعونا لزيارة المريض منها:
روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: عائد المريض يخوض في الرحمة.
وروي عن الإمام الصادق أنه قال: من عاد مريضا شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يرجع إلى منزله [1] .
إضافة إلى أن زيارة المريض هي دليل على ترابط وتراحم أبناء المجتمع عملًا بقوله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى [2] .
كلمة إيجابية
الكلمة الإيجابية هي طاقة تسهم في تطور حالة المريض فتحرك ما به من مكامن القوة والطاقة وتجعله يتجاوز محنته بنجاح، ويتغلب على مرضه.
لذا ابحث عن الكلمات الإيجابية التي تسعد المريض وترفع من معنوياته، وتقوي عزيمته، وتحسن من نفسيته.
لا تظهر البهجة أو الحزن بشكل مبالغ فيه وأظهر ابتسامة لطيفة وتحدث معه بكلمات إيجابية مثل ”أنت تحسنت جدًا، إن شاء الله تكون في أحسن حال“.
أدخل السرور على قلب المريض فقد ورد عن رسول الله ﷺ أنه قال: من سر مؤمنا فقد سرني، ومن سرني فقد سر الله [3]
لا تنتقد المريض لأنه أجرى العملية في المستشفى «الفلاني»
لا تقدم توصيات ومقترحات علاجية فأنت لست طبيبًا، ودع المريض يكمل خطته العلاجية.
زيارة قصيرة
قال رسول الله ﷺ: خير العيادة أخفها [4]
يجب ألا تكون مدة الزيارة طويلة، بل لا بد من تقليل الفترة الزمنية للزيارة في مجلس المريض.
يجب التقيد بتعليمات زيارة المريض سواء في المستشفى أو البيت، فقد يكون المريض في قسم العناية المركز أو غرفة عزل وهذا يتطلب التقيد بالتعليمات مثل ارتداء الملابس المخصصة لزيارة المريض وتعقيم اليدين وعدم إطالة الزيارة وغيرها.
وفي المنزل قد تتطلب الحالة الصحية للمريض التقيد بتعليمات معينة مثل التقيد بمواعيد الزيارة المحددة، والاكتفاء بالمصافحة وعدم التقبيل، لما يسببه ذلك من أذى للمريض. روي عن الإمام الصادق : تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعه وتعجل القيام من عنده، فإن عيادة النوكى أشد على المريض من وجعه [5] .
كما أن للكلمة الطيبة موقعها في نفس المريض، فإن للهدايا كذلك موقع خاص، فقد روى عن الرسول الأكرم ﷺ: الهدية تورث المودة، وتجدر الاخوة، وتذهب الضغينة، تهادوا تحابوا. [6]
عند زيارة المريض بالمستشفى، فيمكنك تقديم نوع من الورود البسيطة وليست صارخة الألوان بحيث تكون مريحة للعين، ومن الأفضل تقديم الأزهار البيضاء؛ كونها تضفي السعادة والإحساس بالنقاء وتبعث على التفاؤل بالشفاء.
ومن الهدايا المناسبة أن تقدم للمريض بعض المستلزمات الطبية كتوفير طاولة طعام للسرير، أو عكاز قابل للطي، أو كرسي صلاة، أو ما يناسب حالة المريض وفي حدود ميزانيتك.
من الأمور التي ينبغي مراعاتها في تقديم هدايا للمريض هو عدم تقديم الحلوى كهدية لمريض مصاب بالسكري.
همسة
تذكر أن زيارتك للمريض تنم عن مدى حبك له، فكن بلسمًا شافيًا، واجعل زيارتك زيارة إيجابية.